أعلنت منظمات إعلامية شيعية مقربة من النظام السوري عن استعداد سلاح الجو التابع للنظام لتوصيل الطرود والهدايا المقدمة من سكان في ريف
دمشق إلى ذويهم من أهالي بلدتي
كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين من قبل جيش الفتح في ريف إدلب، مجانا.
ووفقا لتقارير نشرتها المكاتب الإعلامية في بلدة السيدة زينب، جنوب دمشق، فإن النظام أعلن عن تنسيق عال المستوى سيربط الأهالي بالطيران الحربي، لتوفير جميع ما يحتاجه قاطنو بلدتي كفريا والفوعة، "كهدايا" مقدمة من قبل شيعة دمشق، وذلك بالاتصال عبر هذه المكاتب الإعلامية، ليتم ترتيب استلام الطرود وتسليمها.
وعقب بعض المواليين للنظام السوري على إعلان خدمة "
طيران تحت الطلب" على أنها تخلي المسؤولين في حكومة بشار الأسد عن التزاماتهم الأساسية تجاه شيعة إدلب المؤيدين له، ورمي مستحقات أهالي كفريا والفوعا المحاصرين على كاهل ذويهم من النازحين في دمشق وريفها.
وكان قد تظاهر العشرات من الموالين للنظام السوري، من أبناء الطائفة الشيعية في بلدة السيدة زينب بريف دمشق، على الأوتوستراد الرئيسي لمطار دمشق الدولي، وقطعوا الطريق، وأشعلوا الحرائق، وطالبوا بإخراج المدنيين والأهالي السنة من البلدة، مرددين شعارات وصفها الأهالي بالطائفية، كان أبرزها "السني يطلع برا" ضمن حالة من التوتر والتظاهر شبه اليومي لشيعة جنوب دمشق، نصرة لبلدتي كفريا والفوعة.
وذهب الناشط الإعلامي ضياء المحمد، من بلدة السيدة زينب إلى القول، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن غضب الشيعة من أهالي دمشق وغيرهم من المتجمعين في المنطقة الشرقية والجنوبية من المدينة التي تضم مئات العائلات المنحدرة من بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، وكفريا والفوعة بريف إدلب، بدأ يطفو على الواجهة بشكل متسارع في الفترة الأخيرة، من خلال انتقاد سياسة النظام السوري في تعامله مع ملف بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين شمال البلاد.
وهاجم المحتجون الشيعة منازل موالين للنظام من أبناء الطائفة السنية، وقاموا تحت التهديد بالسلاح الأبيض بتخييرهم بين القتل أو الدفاع عن مناطق الشيعة، على الرغم من وجود ضباط ومجندين من السنة يقاتلون في صفوف قوات لنظام السوري أو لجان الدفاع الوطني (الشبيحة).
وقال المحمد: "انتهت المظاهرة التي أقامها الشيعة في البلدة، بهجومهم بالسيوف والسكاكين على مخيم الشمالنة للاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وهددوا الأهالي، وطالبوهم بتجنيد شبان المخيم للدفاع عن بلدتي
الفوعة وكفريا، على الرغم من تطوع عدد كبير من أهالي المخيم الموالون للنظام السوري ضمن جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل إلى جانبه".
وأكد المحمد أن المتظاهرين هددوا باقتحام بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم القريبة من بلدة السيدة زينب التي تسيطر عليهم فصائل الثوار، لكنها تقيم هدنة مع النظام، فضلا عن قصفها المنطقة بصواريخ وقذائف كتب عليها "أسود الفوعة" انتقاما للبلدات الشيعية.
وسبق ذلك خروج الموالين للنظام السوري في بلدة السيدة زينب، في تموز/ يوليو الماضي، بمظاهرات طالبت بشار الأسد بمزيد من البراميل المتفجرة والصواريخ على المدن والأحياء السنية في مدينتي معضمية الشام ودوما، وحي الوعر الحمصي، ونددت بسياسة النظام تجاه القرى والبلدات الشيعية المحاصرة، مصرين على التحرك العسكري السريع في تحصين مواقع النظام قبل أن تتمكن فصائل المعارضة المنضوية تحت لواء جيش الفتح من التقدم اتجاه بلدتي الفوعة وكفريا.