يعرض 70 عملا للفنان الإيطالي الأرجنتيني
أليسندرو كوكوسينسكي، من
لوحات ومنحوتات وتركيبات مكرسة لعالم السيرك في
روما، حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، بعضها للمرة الأولى.
وقال الفنان البالغ 68 عاما، لوكالة فرانس برس لدى افتتاح
المعرض: "للمرة الأولى أكرس فني لموضوع السيرك. كان ذلك سرا احتفظت به في أعماقي".
في محترفه في توسكانيا في شمال روما، لم يتوقف الفنان عن العمل رغم مشاكل صحية عدة يعانيها.
والمعرض بعنوان "الحياة والقناع: من بوليشينيل إلى المهرج"، ويقام في بالاتزو كيبولا في قلب العاصمة الإيطالية. وهو يتضمن مصارعي ثيران وأحصنة مجنحة وملائكة وعازفي بوق ومهرجين في مسيرة سحرية ومقلقة في آن.
وكوكوسينسكي مولود من أم روسية يهودية وأب بولندي، حارب في الحرب العالمية الثانية وكافح الفاشية في إيطاليا. وكان جده من جانب والده من الغجر فيما فر جده من جانب والدته الاضطهاد في عهد ستالين.
ولد الفنان في إيطاليا بعد الحرب وشب في الأرجنتين التي لجأ إليها والداه في صفوف الهنود الغواريني. ترعرع في سيرك من الأوروغواي وناضل في صفوف اليسار وعاش في تشيلي في عهد سلفادور أليندي، وفر من النظام الديكتاتوري في الأرجنتين وجال في أمريكا اللاتينية كبهلوان ومروض خيول. وهي تجارب حاضرة كلها في أعماله.
ويقول إيمانويلي إيمانويلي رئيس مؤسسة "روما" التي تقف وراء الحدث: "المعرض تحول في الواقع إلى قصة هذا الرجل المعذب الذي عرف المفنى والاضطهاد السياسي والتمييز العنصري. وباختصار عالم 'سيئ' حوله الفنان إلى فن".
ويوضح الفنان متنقلا من لغة إلى أخرى أن "السيرك عالم مكتف بذاته يحوي الشر والخير بجرعات متساوية في مكان فريد حيث الواقع يستحيل حلما والحلم يستحيل واقعا".
ويضم المعرض حوالي أربعين عملا لم يسبق تقديمها أنجزت بين عامي 2012 و2014، وقد صنع جزء كبير منها من مواد مختلفة (لوحات وحجارة ورمل).
وفي المعرض أيضا أقنعة ضخمة وبورتريهات مصنوعة من معجون الورق وأجنحة نحاسية تخرج من إطارات ضخمة، تتناول مواضيع مسرح الدمى وقناع بوليشينيل والأوجه المتعددة لهذه الشخصية في الكوميديا المرتجلة الإيطالية.
ويؤكد الفنان أنها "لم تعد الأقنعة موجودة الآن، فالإنسان عنيف إلى درجة لا يحتاج فيها إلى أقنعة. إننا نعيش مراحل مأسوية".
ويضيف: "يمكن للجمال إنقاذ العالم مع أني أشعر بألم العالم في قلبي".
ويضم المعرض كذلك أعمالا عائدة إلى السبعينيات، وهو يستعيد مسار كوكوسينسكي الفني الذي استلهم من معلمين كبيرين في فن الرسم، هما غويا وحسه المسرحي ودا كارافادجيو لاستخدامه التفاوت بين الضوء والظلال.
ويوضح الفنان: "أتيت إلى العالم في مرحلة مؤلمة للبشرية. أنا وريث أشخاص مناضلين هربوا من عذابات كبيرة، ووريث مثل كبرى وآمال".
ويختم قائلا: "أنا أمثل جنتي وجحيمي في آن".