من الطبيعي أن تقيم
إيطاليا معرضا للأمومة، مكرسا إلى "الأم العظيمة" التي طغت تضحياتها على دورها كامرأة حرة ومستقلة على مدى قرون عدة.
بمبادرة من جمعية نيكولا تروساردي، افتتح
معرض "لا غرانديه مادريه" (الأم العظيمة) في القصر الملكي في
ميلانو (شمال إيطاليا)، مقدما 400 عمل لنحو 140 فنانا ذائع الصيت، ثلاثة أرباعهم من النساء، حول موضوع
الأمومة.
من التيارات الريادية والدادائية والسوريالية إلى التحركات النسوية في السبعينيات والتسعينيات، مرورا بجميع كفاحات التحرر على الأصعدة الجنسية والاقتصادية والسياسية، يقدم هذا المعرض الممتد على ألفي متر مربع صورة الأم والمرأة من خلال لوحات وصور ومنشآت وصحف وملصقات وأشرطة فيديو.
وهو يستعرض أعمال فريدا كالو وسيندي شيرمان ويوكو أونو ولويز بورجوا وأنيت ميسيجر وغيرهن من الفنانات، فضلا عن زملاء لهن من أمثال ماركس آرنست ومارسيل دوشان وسالفادور دالي وجيف كونز.
وهذا المعرض جد غني وموسوعي وهو يبدأ بقسم مخصص لآلهة التاريخ القديم التي أعطت صورة مقدسة للأمومة عند جميع الحضارات، من البدائية إلى تلك المتحضرة.
وبالطبع ينظر دوما إلى الأم على أنها معطية الحياة، لكنها تعكس أيضا صورة الوطن وصورة المرضعة والمغذية، لا سيما أن هذا المعرض يعقد بموازاة معرض آخر هو "إكسبو ميلانو" الدولي المتمحور في دورته الحالية على موضوع التغذية.
والمرأة ليست أما فحسب، على حد قول ماسيميليانو جوني، الأمين الفني لمعرض "الأم العظيمة". وقال إن "الصورة النمطية الأكثر انتشارا للمرأة والأخطر برأيي تقضي بالقول إن المرأة تلعب دورا سلبيا في تاريخ الفن".
وصحيح أن الصور النمطية تكاثرت في القرن العشرين، من قبيل "صورة المرأة الغاوية والملهمة"، إلا أن الثورة النسوية في السبعينيات قدمت سبيلا آخر للنساء سمح لهن بكسر هالة الأمومة. ولهذا السبب بالتحديد، يكرس المعرض قسما لهؤلاء النساء اللواتي "حاولن التهرب من فكرة إنجاب الأطفال" والوقوع في الفخ الذي تنصبه العائلة ثم المجتمع ثم التقاليد، بحسب جوني الذي تكلم عن "انتقادات موجهة إلى النظام الأمومي وليس إلى الأمومة بحد ذاتها".
وليست المسألة مسألة أمومة فحسب، فهي أيضا قضية أنوثة، بحسب بياتريتشه تروساردي، رئيسة جمعية تروساردي القيمة على هذا المعرض.
وشددت الرئيسة على ضرورة "التذكير بالصلاحيات التي حرمت منها المرأة".
ويفتح معرض "الأم العظيمة" أبوابه حتى الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر.