بعد مشاورات عسيرة، صوت النواب الأوروبيون الخميس لصالح خطة المفوضية الأوروبية التي تنص على توزيع 120 ألف لاجئ بشكل إلزامي على دول
الاتحاد الأوروبي، وهو ما كان يثير انقساما بين الأعضاء.
ويأتي هذا التصويت بعد تعرض المجر لانتقادات واسعة لسوء معاملة
اللاجئين ومنعهم من دخول أراضيها.
ومن المقرر أن تبحث الدول الأعضاء في الاتحاد مجددا خطة توزيع اللاجئين الثلاثاء المقبل بعدما فشلت في التوصل إلى قرار بالإجماع حول هذه المسألة.
وصوت اليوم 372 نائبا مع المذكرة مقابل 124 ضدها، بينما امتنع 53 عن التصويت، فيما كان يفترض أن يقرها البرلمان الأوروبي رسميا لكي تتمكن الدول الأعضاء من اعتمادها.
وأعلن الصليب الأحمر أن نحو 5400 لاجئ وصلوا إلى كرواتيا في الـ24 ساعة الماضية، مما أثار قلق المسؤولين من أن ترهق الدولة بموجة من طالبي اللجوء الذين يسعون لطرق بديلة إلى أوروبا الغربية، بعدما أغلقت المجر حدودها في وجه اللاجئين الهاربين من الحروب في بلادهم.
وتوقع الصليب الأحمر الكرواتي وصول عدد مماثل في الأيام القليلة المقبلة، حيث تنزلهم الحافلات في صربيا قرب الحدود بين البلدين، حيث تسبب غلق المجر حدودها في تحول مسار الهجرة عبر البلقان بالنسبة للاجئين إلى كرواتيا وسلوفينيا والنمسا.
وتعرضت المجر التي أوصدت حدودها في وجه اللاجئين لانتقادات من دول أوروبية والأمم المتحدة، وأكدت أنها تعامل اللاجئين بطريقة وحشية.
حيث اتهم رئيس وزراء صربيا ألكسندر فوسيتش المجر بانتهاج سلوك "وحشي" و"غير أوروبي" نحو اللاجئين على حدودهما المشتركة، وحث الاتحاد الأوروبي على الرد.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إنه خلال هذه الحوادث العنيفة على الحدود بين المجر وصربيا فصلت الشرطة المجرية تسعة أشخاص على الأقل -بينهم أربعة أطفال- عن أسرهم، وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن هؤلاء الأشخاص حتى يعودوا إلى أسرهم.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون معاملة اللاجئين من قبل المجر "غير مقبولة". ودعا إلى ضرورة العناية باللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم قبل نقاش كيفية استيعابهم.
وكانت الشرطة المجرية قد عمدت أمس إلى إطلاق مدافع المياه والغاز المدمع على اللاجئين العالقين على الحدود الصربية، الذين يطالبون بالسماح لهم بالمرور عبر المجر لأوروبا.
وتعتزم المجر -التي أغلقت حدودها مع صربيا بسياج حديدي وأسلاك شائكة- توسيع إجراءاتها لتشمل حدودها مع كرواتيا.