أجرت مجلة "دابق"، التابعة لتنظيم الدولة، مقابلة مع الأمير المفوَّض من قبل
تنظيم الدولة على إمارات "ولايات
ليبيا"، ويدعى "أبو المغيرة القحطاني".
وقال "القحطاني" إن الوضع العسكري في الولايات الليبية يقوم على مبدأ مقاتلة المشركين كافة كما يقاتلوننا كافة، وتواجدنا العسكري متباين بين منطقة وأخرى، ويعتمد على عدد الإخوة، وعلى نوع العدو، إضافة إلى طبيعة التركيبة الاجتماعية وجغرافية الأرض".
وبحسب "القحطاني"، فإن "الدولة الإسلامية تعتمد أيضا على الصراعات والتجاذبات التي تحدث في صفوف المرتدين أنفسهم"، في إشارة إلى الاشتباكات المتكررة التي تحدث بين الفصائل الليبية.
وحول الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في ليبيا، قال "أبو المغيرة القحطاني": "للدولة ظهور وسيطرة جزئية على مناطق وأحياء في مدينتي درنة وبنغازي، إضافة إلى سيطرتها الكاملة على الشريط الساحلي الممتد من منطقة بوقرين إلى منطقة بنجواد الذي يضم عدة مدن ومناطق، أهمها سرت والعامرة وهراوة وأم القنديل والنوفلية".
"ما هو وضع جماعة
فجر ليبيا المرتدة؟" هذا هو السؤال الذي طرح على "القحطاني" من مجلة "دابق"، حيث أجاب عليه: "قوات فجر ليبيا هي الذراع العسكري الرسمي لحكومة المؤتمر الوطني الديمقراطية (ذات الغطاء الإسلامي) المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بلحاج".
وتابع: "هذه القوات مرتدة محاربة لدين الله، لتعطيلها أحكام الشريعة، واستبدال القوانين الوضعية بها، بالإضافة إلى حرابتها لأهل التوحيد، والزج بهم في السجون، وتسليم بعضهم للصليبيين. وبسبب حربهم لدين الله وأوليائه، انبرت الدولة الإسلامية لرد عاديتهم عن المسلمين، ولتحكيم الشريعة، وبسط العدل، وتخليص الأسارى من وطأتهم، ولا يزالون هدفا لأسيافنا، ولن نكفها عنهم حتى يتوبوا من كفرهم وموالاتهم لأعداء الله من الصليبيين والعلمانيين".
كما تحدث "القحطاني" عن اللواء خليفة حفتر، قائلا: "لدينا العديد من جبهات القتال مع الطاغوت حفتر، فإن حفتر هو قائد الجيش الليبي في حكومة طبرق في الشرق الليبي، إن الدولة الإسلامية تقاتل مرتدي الجيش الليبي في محاور متعددة في مدينة بنغازي، أهمها الصابري والليثي، كما أن للدولة الإسلامية محاور قتال معهم في درنة، أهمها محورا مرتوبة والنوار، وكذلك تقوم الدولة الإسلامية باستهداف أماكن تواجدهم في مدينة أجدابيا".
وسرد "القحطاني" روايته حول اشتباكات تنظيم الدولة مع "مجلس شورى مجاهدي درنة"، قائلا: "المجلس مكون من كتلتين رئيسيتين هما (كتيبة بوسليم) و(الجماعة الليبية المقاتلة)، أما الجماعة المقاتلة، فكفرها بيّن من حيث مشاركتها في حكومة طرابلس ودخولها في العملية الديمقراطية بقيادة عبد الحكيم بلحاج، وأما كتيبة بوسليم، فهي كتيبة كانت سلفية، بل إن أغلب جنود الدولة الإسلامية في مدينة درنة كانوا من مؤسسي الكتيبة، وانفضوا عنها بعد تلبسها بعدة نواقض، كان أبرزها العمل تحت مظلة وزارة الداخلية فيما يعرف بـ(اللجنة الأمنية)".
ومن الأمور التي كفر بسببها القحطاني "كتيبة بوسليم"، حراسة عناصرها لرئيس الحكومة الانتقالية مصطفى عبد الجليل، وتابع: "بعد أن منّ الله على الدولة الإسلامية بالتمدد إلى ليبيا، وبايعتها غالبية الجماعات في مدينة درنة، طالبت "كتيبة بوسليم" مخالفيها من الجماعات بالتقاضي لقضاء الدولة الإسلامية، وبعد دراسة حال الكتيبة، وما تلبست به حكم قضاء الدولة على الكتيبة بالردة، ودعا أفرادها للتوبة، تاب عدد من أفرادها وقياداتها، بينما اجتمع الباقون مع "الجماعة المقاتلة" مكونين ما أسموه "مجلس شورى درنة".
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لـ"القحطاني" حول اسم الخصم القادم في الأسئلة، حيث هاجم جماعة "أنصار الشريعة" المقربة من تنظيم القاعدة، متهما قادتها بالاجتماع مع حركات ثورية لها ارتباطات بحكومة طرابلس "المرتدة"، وفق وصفه.
السؤال الآخر الذي طُرح على القحطاني: "ما هو وضع الإدارة والحكم في الولايات الليبية"، حيث أجاب بأن: "الدولة الإسلامية في ليبيا لا تزال فتية، حيث إن تواجدها في ليبيا لم يتجاوز السنة، وقد تمكنت الدولة -على سبيل المثال- من حكم مدينة درنة بالشريعة، على الرغم من وجود بعض العقبات والمنغصات التي واجهتها، التي كانت متمثلة بوجود الجماعات المنحرفة وجماعات متنكبة عن بيعة الخلافة فيها"، وفق قولهم.
وتابع: "الدولة الإسلامية وضعت حجر الأساس الصحيح في المدن والمناطق التي تسيطر عليها؛ لتيقّنها أن إقامة الدين وتحكيم الشريعة لا يكون مع وجود جماعات وتنظيمات وأحزاب داخل سلطانها، {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]، فسعت إلى تطهير البلاد من هذا الخطر وحكمتها بالشريعة".
ولم يخف القحطاني حاجتهم إلى "كوادر طبية وشرعية وإدارية"، بالإضافة إلى المقاتلين.
وأضاف: "لليبيا أهمية بالغة لأمة الإسلام؛ كونها قلب أفريقيا وجنوب أوروبا، ولأن ليبيا تحتوي على سلة موارد لا تنضب، ولجميع المسلمين حق بهذه الموارد، بالإضافة لكونها مفتاحا للصحراء الأفريقية التي تمتد لعدة دول أفريقية مهمة. ومن الجدير بالذكر أن الثروات الليبية هي محط اهتمام الغرب الكافر كونه يعتمد عليها منذ سنين طوال خاصة النفط والغاز".
وأكمل: "سيطرة الدولة الإسلامية على هذه البقعة سيتسبب بانهيارات اقتصادية، خاصة لإيطاليا وباقي دول أوروبا".
وختم "القحطاني" حديثه بالتأكيد على أن تدفق "المهاجرين" التابعين للتنظيم من دول أخرى في ازدياد، لا سيما من أفريقيا ودول المغرب والسعودية، وفق قوله.