أعرب مواطنون سوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة عن "سعادتهم" بالعاصفة الرملية التي تجتاح أجزاء واسعة من البلاد منذ يوم أمس الاثنين، بالرغم من الأضرار الصحية التي تسببت بها من حالات اختناق وضيق تنفس.
ويعود سبب سعادة السوريين في المناطق المذكورة، بحسب من التقاهم مراسل "الأناضول"، إلى أن العاصفة "فرضت حظرا جويا ربانيا على طيران النظام ومنعته من التحليق وقصف مدنهم وبلداتهم".
وكانت عاصفة رملية محملة بالغبار، ضربت صباح أمس الاثنين، مناطق متفرقة في وسط وشمال
سوريا، وامتدت مع حلول الليل إلى العاصمة
دمشق والمناطق الجنوبية في البلاد، ولا تزال العاصفة مستمرة حتى ظهر اليوم الثلاثاء.
وقال مياد الغجر، الناشط الإعلامي في ريف إدلب (شمالا) لمراسل "الأناضول"، إن "الغبار أفضل من البراميل المتفجرة والقنابل التي يلقيها طيران الأسد"، ودعا الله إلى استمرار العاصفة التي وصفها بـ"النعمة" لأنها "تدرأ قصف الطيران اليومي عن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة".
وأضاف الغجر، أن هذا الطقس يساعد الفصائل المقاتلة التابعة للمعارضة في كافة أنحاء سوريا على التقدم على حساب قوات النظام، داعيا فصائل المعارضة للاستفادة من الأجواء وتكثيف هجماتها على قوات النظام التي تصبح مشلولة بشكل تام مع فقدانها الغطاء الجوي.
من جانب آخر، فقد وصل إلى مشافي سوريا المئات من حالات ضيق التنفس، وخاصة ممن يعانون أمراض الربو والأمراض المزمنة، كمرض القلب وارتفاع الضغط الشرياني.
وقال الدكتور أنس الشامي، مدير مشفى المرج الطبي، إحدى مشافي الغوطة الشرقية لدمشق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، إن "قسم الإسعاف في المشفى استقبل منذ يوم أمس ما يزيد على 60 حالة اختناق جراء
العاصفة الرملية المستمرة حتى ظهر اليوم".
وأضاف الشامي في تصريحه للأناضول، أن "تدفق المرضى كان بمعدل مريض كل خمس دقائق"، مشيرا إلى أن "الحالات الأشد خطورة هي التي يعاني أصحابها من مرض الربو، ومن أمراض مزمنة كمرض القلب والضغط".
ودعا مركز صحة "معرة النعمان" في إدلب، أهالي البلدة التي تحمل الاسم نفسه، إلى تقليل التنقل والتزام المنازل قدر الإمكان، بسبب العاصفة الرملية المستمرة منذ يوم أمس.
ونصح المركز عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" الأهالي، باستعمال الكمامات الواقية من الغبار لما له من تأثير على الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية. وقام عناصر الدفاع المدني في المنطقة بتوزيع الكمامات على الأطفال بهدف التخفيف من أضرار العاصفة.
يشار إلى أن الطائرات الحربية والمروحية تشكل مصدر رعب لدى السوريين بسبب "البراميل المتفجرة" والصواريخ التي تلقيها، وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين حتى اليوم، في ظل عدم توفر مضادات طيران لدى فصائل المعارضة، وإحجام المجتمع الدولي عن فرض مناطق
حظر جوي فوق سوريا لحماية المدنيين.