تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن آلاف
الرسائل الإلكترونية، التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية لهيلاري
كلينتون، كشفت عن الدور الذي ظل يلعبه زوجها والرئيس السابق بيل كلينتون وابنتها تشيلسي.
ويشير التقرير إلى أن الرسائل جاءت في حوالي 7121 صفحة، وورد فيها عدد من التعليقات عن مسؤولين بريطانيين وقادة في الحزب الجمهوري.
وتذكر الصحيفة أن مستشار كلينتون سيدني بلومنتال كتب عددا من هذه الرسائل، التي تطرقت لموضوعات تتراوح من السياسة المحلية الأمريكية والسياسة الدولية وشؤون الشرق الأوسط، حيث وصف المتحدث الحالي باسم الكونغرس جون بوهنر بأنه "سكير وكسول".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن هذه الرسائل تعود إلى الفترة ما بين 2009- 2010. واعتبرت الخارجية 125 من الرسائل سرية، فيما تحقق الوكالات الأمنية إن كان استخدام الحساب الشخصي للوزيرة السابقة والمرشحة الحالية قد خرق القواعد الأمنية، أو أدى إلى مخاطر أمنية.
وتكشف الصحيفة عن أنه من الواضح أن كلينتون قد اكتشفت خطورة عملية استخدام حسابها الشخصي، حيث أنها طلبت من المرسل إليه ألا يرسله إلى شخص آخر وأن "يمحوه بعد قراءته".
ويلفت التقرير إلى أن بعض الرسائل وردت عن الوزير السابق هنري كيسنجر وباراك أوباما وكونه يفتقد السياسة الخارجية الواضحة، أثارت قلقا حول تأثيرها في البيت الأبيض.
وتنوه الصحيفة إلى أن كلينتون قامت بمسح أكثر من 30 ألف رسالة اعتبرتها شخصية، وتلك المتعلقة بمؤسسة كلينتون، وهي منظمة غير حكومية. وتحتوي غالبية الرسائل على قضايا يومية تتعلق بعمل الوزارة، لكنها تحتوي على آراء في الساسة البريطانيين، فرأي الوزيرة السابقة برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه "متكبر"، أما نائبه السابق نيك كليغ فهو "متعجرف".
ويوضح التقرير أن الرسائل تكشف كيف حاولت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق تشيري بلير الضغط على كلينتون لترتيب لقاء لها مع ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو الأمير الحالي.
وتنقل الصحيفة ما كتبته بلير: "كما تعرفين لدي علاقات جيدة مع القطريين". وكانت شيري قد نفت أن تكون قد أدت دور "لوبي" نيابة عن والدة الأمير الشيخة موزة. وكتبت بلير: "كما تعرفين لدي علاقات جيدة مع القطريين، ونجل الشيخة موزة عمره 31/ 32 عاما وهو ولي العهد، وهي راغبة ببناء مستقبل له .. هل يمكن ترتيب لقاء؟"، فردت كلينتون بعد ثمانية أيام، حيث قالت: "سأكون سعيدة بلقائه".
ويذكر التقرير أن الكونغرس قد حقق في استخدام كلينتون حسابها الشخصي، وفحص إن تم تسربت معلومات مهمة في رسائلها. وحتى الآن وضعت السلطات الأمنية 305 رسائل جانبا لمراجعتها من جديد، فيما مورست الرقابة على 60 رسالة لتغطية معلومات مهمة فيها، وتعاني كلينتون من آثار الكشف عن رسائلها، والجدل الذي قد يحدثه لحملتها الانتخابية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن استمرار تدفق هذه الرسائل، ربما كان سببا في تفكير نائب الرئيس جوزيف بايدن بالترشح للرئاسة في العام المقبل.