بدأ كل من الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، وولي عهد أبوظبي (الحاكم الفعلي للإمارات) محمد بن زايد، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو الثلاثاء، لعقد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وحضور افتتاح معرض الطيران الدولي (ماكس)، وسط توقعات بأن يكون الملف السوري حاضرا في المباحثات مع قادة الدول العربية الثلاث.
وأصدرت كل من
الإمارات ومصر والأردن بيانات مقتضبة عن الزيارة تكاد تكون متشابهة في نصوصها، حيث اكتفى الخبر الصادر عن وكالة أنباء الإمارات، والخبر الصادر عن وكالة الأنباء الأردنية بالقول إنها "زيارة عمل تبحث العلاقات بين البلدين"، أما في القاهرة فلفتت جريدة "المصري اليوم" إلى أن "الملف السوري سيكون حاضرا في المباحثات التي سيجريها السيسي مع بوتين الأربعاء".
ويأتي توافد الزعماء العرب الثلاثة على العاصمة الروسية موسكو في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة والعديد من العواصم العالمية حراكا ساخنا من أجل التوصل إلى حل في
سوريا.
وقال محلل سياسي أردني لــ"عربي21" إن زيارة الملك إلى
روسيا لا يمكن قراءتها بمعزل عن التطورات في سوريا والقلق الأردني من الأحداث الجارية في الدولة الجارة، فضلا عن الأحاديث التي يجري تداولها في الأردن عن منطقة عازلة شبيهة بتلك التي يعمل الأتراك على تعزيزها حفاظا على أمنهم، مضيفا: "لا يمكن للأردن إقامة منطقة عازلة مع سوريا دون موافقة بعض القوى الدولية الفاعلة ومن بينها روسيا"، لكنه استبعد هذا الاحتمال، معتبرا أن الحل السياسي سيكون مقدما عليه.
ويشير المحلل، الذي طلب من "عربي21" عدم نشر اسمه، إلى أن الزعماء الثلاثة، بن زايد وعبد الله الثاني والسيسي، أصبحوا يمثلون محورا واضحا ومهما في المنطقة، إذ إن الدول الثلاث بينها تنسيق عالي المستوى في مختلف القضايا وليس فقط في الملف السوري.
ويرى مراقبون أن الدول الثلاث المشار إليها هي الأكثر تحمسا في المنطقة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا يتضمن بقاء الأسد في الحكم، مضيفا: "الأردن والإمارات ومصر تضع في مقدمة أولوياتها حاليا مجابهة التيار الإسلامي"، مشيرا إلى أن التيار الإسلامي يمثل الخطر بنظر الأنظمة الثلاثة هو جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرونها أكثر خطورة من تنظيم الدولة الإسلامية ومن القوى المتطرفة الأخرى ومن النظام السوري.
يشار إلى أن فعاليات معرض الطيران الدولي (ماكس)، الذي تحتضنه مدينة جوكوفسكي الروسية، تبدأ الثلاثاء، وتستمر لعدة أيام، بحضور العديد من الضيوف والوفود الدولية، على أن الرئيس بوتين سوف يفتتح المعرض ويجري العديد من المحادثات على هامشه.