تعيش مدينة
الطارمية في شمال بغداد حالة من الخوف والرعب؛ بسبب تعرضها بين فترة وأخرى إلى اعتقالات وحملة مداهمات من الجيش الحكومي بمساعدة قوات الصحوات، ويتم دوما الإعلان عن حظر للتجوال في المدينة، وتعاني من حصار القوات الحكومية للمدينة، وفيها معارك متقطعة تقع في أطرافها بالمناطق المطلة على النهر، وعبوات تستهدف القوات الحكومية داخل المدينة.
وتقول الناشطة الإعلامية (ربى عباس) من قضاء الطارمية بحديث خاص لـ"عربي 21": في الآونة الأخيرة يتعرض شباب الطارمية إلى حملة اعتقالات من قبل الجيش الحكومي، وصحوات الطارمية، للضغط عليهم من أجل الانضمام إلى
الحشد الشعبي، أو يبقى في السجن ولا يعلم بمصيره أحد، والكثير من الشباب اضطر إلى القبول بهذا الأمر على أمل الخروج من السجن ويطمئن أهله عليه.
وتضيف الناشطة أيضا: "في أحد أيام رمضان تعرض عدد من الشباب في الأسواق إلى مضايقات كثيرة من عناصر القوات الحكومية، حيث تم حجز هوياتهم الشخصية، ومطالبتهم بالقدوم إلى منزل الشيخ (سعيد الجاسم)، وهو قيادي كبير والقائد الأول لصحوات الطارمية، وقتل ابنه قبل فترة داخل الطارمية، وبعد أن دخلوا إلى منزل الشيخ سعيد الجاسم طلب منهم الانضمام إلى مليشيا الحشد الشعبي، ثم استلام هوياتهم، إو يتم اعتقالهم من قبل الصحوات، وتسليمهم إلى قوات تابعة لبغداد ومتصلة بمكتب رئيس الوزراء".
وذكر ناشط إعلامي يدعى "محمد المشهداني" من أبناء الطارمية بحديث خاص لـ "عربي 21" قائلا : اجتمعت قيادات في الجيش الحكومي في مضيف قائد صحوة الطارمية "سعيد الجاسم"، مع قيادات الصحوة منهم القائد والمساعدين "لطيف الجاري"، و"باسم الشبلاوي"، وتضمن الاجتماع اتفاقيات عدة وأهمها إجبار شباب الطارمية على الانضمام للحشد الشعبي عبر تهديدات أو اعتقالات، أو بحجة حماية المدينة من تدخل تنظيم الدولة".
أما عن تنفيذ الاتفاق فيقول الناشط الإعلامي محمد المشهداني: "بدأت بوادر الاتفاق بخروج عناصر صحوات الطارمية، ومضايقة الشباب، ومضايقة أصحاب المحال التجارية، وإغلاقها وإجبارهم على الذهاب إلى المنزل بحجة حملة مداهمات للبحث عن إرهابيين داخل المدينة، ثم يدخل عناصر الجيش فتبدأ حملة الاعتقالات والتي شملت في أغلبها الشباب في القرى ووسط الطارمية، وانتهت حملة الاعتقالات بمساومة على الانضمام إلى الحشد الشعبي".
وينهي كلامه الناشط محمد المشهداني قائلا: أهالي الطارمية يتعرضون دوما لحملات من الجيش الحكومي والصحوات، وهم في حالة من الخوف والرعب على أبنائهم بسبب ما يحدث من حملات اعتقالات، وإجبار على الانضمام إلى الحشد الشعبي، وعناصر الصحوات يضايقون أبناء المدينة داخل الطارمية، كما أن القوات الحكومية تضايق الموظفين والطلبة ممن أراد الدخول من السيطرات، وتقوم بأخذ الهويات الشخصية.