ساهمت أغلفة الأسطوانات في تعزيز
شهرة أسماء بارزة في عالم
الموسيقى، من البيتلز إلى رولينغ ستونز، على ما يظهر معرض في آرل (جنوب
فرنسا).
ويضم المعرض الذي يندرج ضمن لقاءات التصوير العالمية التي تنظم كل سنة في هذه المدينة، 600
غلاف أسطوانة. وهي تستعيد الروابط الوثيقة بين التصوير والموسيقى.
ويقول مفوضا المعرض أنطوان دو بوبريه وسيرج فنسانديه: "أردنا أن نظهر عمل المصورين الكبار على أغلفة الأسطوانات".
وقد خاض هذا الغمار غالبية المصورين الكبار في العالم بنجاح من أمثال ريتشارد أفيدون وآندي وارهول وديفيد بايلي وإيرفينغ بن، مساهمين في شهرة مغنين أو فرق.
وقد استخدمت صور لريتشارد أفيدون في أكثر من مئة غلاف أسطوانة مع فنانين من أمثال شير وسايمن أند غارفنكل وسيلفي فارتان وجون بيز.
وثمة صور ملتقطة بكاميرا بولاريود أعاد وارهول رسمها وتلوينها، تزين أغلفة أسطوانات لفرقتي "رولينغ ستونز" و"فيلفيت اندرغراوند" وديانا روس وجون لينون.
وقد أنجز الفنان حوالي ستين عملا بتقنية "سكرين برينت" لأغلفة أسطوانات، وقد أصبحت قطعا يتهافت عليها الجامعون.
إلا أن سيرج فنسانديه الذي جمع أكثر من 70 ألف غلاف أسطوانة يعتبر أن "بايلي هو الذي بنى صورة الشباب المشاغب المرتبطة بفرقة 'رولينغ ستونز' بخلاف صورة الهدوء التي تعكسها فرقة 'بيتلز'".
وبالنسبة لـ"البيتلز"، فإن في المعرض سلسلة من الصور التي التقطتها ليندا ماكارتني زوجة بول عضو الفرقة تظهر "كواليس" التحضير للصورة الشهيرة في آبي رود التي التقطها إيان ماكميلان والتحويرات المختلفة التي خضعت لها الصورة.
ويعتبر الفرنسي لوسيان كليرغ أحد مؤسسي لقاءات آرل من المصورين الذين هم على ارتباط وثيق بالموسيقى، فقد كان صديقا مقربا جدا من مانيتاس دي بلاتا وأنجز كل صور ألبوم عازف الغيتار الغجري.
وفي المعرض أيضا صور التقطها جان بول غود لغريس جونز وأخرى من توقيع وليام كلاين لسيرج غينزبور أو لايرفينغ بن مع مايلز ديفيس، بينما التقط ديفيد هاملتون صورا لكلود فرنسوا وهو يافع.
وساهمت شركات الإنتاج أيضا في ازدهار الصور على أغلفة الأسطوانات من بينها "بلو نوت" الشهيرة في مجال الجاز. ويقارن المعرض بين الصور الأصلية وتلك التي خضعت لتعديلات من أجل الأغلفة من بينها صور لجون كولتراين ولي مورغان.
وقال أنطوان دو بوبريه: "إنها صور لم يسبق أن عرضت من قبل".
وأضاف أن "المصورين يطبعون عصرهم. فثمة صور تعكس فعلا الخمسينيات وأخرى السبعينيات والثمانينيات".
وتظهر أغلفة شركة "إي أس بي" للإنتاج في العام 1964 بورتريهات جميلة بالأبيض والأسود لاسماء بارزة في مجال "فري جاز".
وفي نهاية الستينيات تخلت أغلفة الإسطوانات "اي سي ام" ومن ثم لدى "ايبغنوسيس" عن البورتريهات مفضلة الصور المجردة مثل ألبومات "بيك فلويد.
وقد أنجز جان-باتيست مودين "أكبر عدد من أغلفة الأسطوانات في العالم" مع 350 منها على ما أكد سيرج فنسانديه من بينها لبرينس وبيورك ومادونا.
وفي مقابلة مصورة يتكلم المصور عن عمل دقيق مع كل من الفنانين لإنجاز الغلاف "الذي يختزل الفنان".
اليوم ومع الاختفاء التدرجي للأسطوانات الموسيقية وهيمنة الأشكال الرقمية، فهل ثمة تهديد على التصوير في هذا المجال؟ كلا، على ما يؤكد مفوضا المعرض "لأن ثمة حاجة متواصلة إلى صورة أو رسم لتمثيل الأسطوانة".
وتشارك أربعون دولة في لقاءات آرل، حيث ينتظر حضور نحو 13 ألف محترف و70 ألف شخص حتى 20 أيلول/ سبتمبر.