ارتفعت البورصات العربية بنحو جماعي في نهاية تداولات الأسبوع الأخير من شهر رمضان، مع تفاؤل المستثمرين ببدء الشركات المقيدة في الإعلان، عن أرباح قوية في النصف الأول، فضلا عن الاستجابة للاتفاق الدولي بشأن برنامج
إيران النووي.
وقال محمد الأعصر، مدير إدارة البحوث الفنية لدي بنك الكويت الوطني: "كان الأسبوع الأخير من رمضان مليء بالعديد من الأحداث والمحفزات الإيجابية التي كان لها عظيم الأثر على أداء أسواق الأسهم، ولعل أبرزها التوصل إلى اتفاق بشان برنامج إيران النووي".
وتوصلت إيران والقوى العالمية الست (مجموعة 5+1)، إلى اتفاق نووي الثلاثاء، يمهد الطريق أمام تخفيف العقوبات الدولية على طهران، وزيادة صادراتها النفطية.
وأضاف الأعصر، في تصريح "لاشك أن الإعلان عن حل أزمة ديون
اليونان قد بث روح الأمل في نفوس المتعاملين، وهو ما دفع بعضهم إلى ضخ مزيد من السيولة والمراهنة على صعود الأسهم".
وكان قادة منطقة اليورو، توصلوا الاثنين، إلى اتفاق يتعلق بإطلاق حزمة إنقاذ ثالثة لليونان تبلغ 86 مليار دولار رغم حزمتي الإنقاذ السابقتين.
وقال الأعصر أيضا: "لاحظنا بدء الشركات المقيدة في الإعلان عن أرباح نصفية قوية، وهو ما دعم بقوة صعود الأسهم، ودفعها إلى مستويات هي الأعلى منذ عدة سنوات".
وصعد سهم "جهينة" المصرية للصناعات الغذائية بنسبة 7.9% على مدار الأسبوع، بعدما أعلنت الشركة عن زيادة أرباحها المجمعة بنسبة 57% إلى 130.4 مليون جنيه (16.6 مليون دولار) في النصف الأول من 2015.
وارتفع سهم "بروة" العقارية، المقيدة في بورصة قطر، بنسبة 0.8% مع إعلان الشركة عن زيادة مضطردة في أرباحها النصفية إلى 3.45 مليار ريال (945.7 مليون دولار)، مقابل 222 مليون ريال (60.9 مليون دولار)، في الفترة ذاتها من 2014.
وجاءت بورصة مصر في مقدمة الأسواق الرابحة مع صعود مؤشرها بنسبة 5.32%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية في ستة أشهر، ليغلق مستقرا عند 8022.91 نقطة بعد هبوطه في وقت سابق إلى أدنى مستوياته في 15 شهرا.
ووفقا لحسابات، فقد ربح رأس المال السوقي للأسهم المصرية المقيدة أكثر من 12.5 مليار جنيه (1.6 مليار دولار) بفعل علميات شراء قوية على الأسهم القيادية من قبل الأجانب والعرب.
وفى الإمارات، صعد مؤشر العاصمة أبوظبي بنسبة 2.16% بعد هبوطه على مدار الأسبوعيين الماضيين، وجاء الارتفاع بدعم من سهم "الدار" العقارية القيادي الذى قفز أكثر من 4.2% مع إعلان الشركة عن أنباء جيدة تتعلق بمبيعات مشروعاتها.
وقالت شركة "الدار" العقارية، ومقرها أبوظبي، في بيان صحفي، إن مبيعات مشاريعها الجديدة بلغت 1.9 مليار درهم (517.2 مليون دولار) في النصف الأول من 2015.
ودعمت الأسهم القيادية صعود بورصة دبي المجاورة بنحو 2.11% بعد أسبوعين من الخسائر بفعل تعرضها لعمليات جني أرباح، وقفزت أسهم قيادية مثل "دبي باركس" و"إعمار" العقارية و"أرابتك" و"إعمار مولز" و"دبي الإسلامي" بنسب بين 0.4% و 4.24% .
يذكر أن
التداولات في بورصتي أبوظبي ودبي اقتصرت خلال الأسبوع على أربع جلسات فقط، إذ قررت هيئة السوق المالية الإماراتية تعطيل العمل اعتبارا من الخميس وحتى الأحد القادم بمناسبة عيد الفطر، على أن تستأنف التداولات الاثنين القادم.
وأغلقت بورصة الكويت على ارتفاع جماعي لمؤشراتها، وزاد مؤشرها السعري بنحو 2.1%، وهي أكبر وتيرة صعود أسبوعية في سبعة أشهر ونصف، بدعم ارتفاع الأسهم الصغيرة والمتوسطة دون الــ 100 فلسا.
وزادت بورصة مسقط بنحو 1.66%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية في ثلاثة أشهر ونصف، وسط حالة من التفاؤل بين المتعاملين بعد اتفاق إيران النووي خاصة وأن سلطنة عمان تربطها روابط سياسية واقتصادية قوية مع إيران، فضلا عن قربها جغرافيا مما يساعدها على تعزيز تجارتها بشكل جيد مع طهران.
وارتفعت بورصة قطر بنحو 1.08% بفعل علميات شراء أجنبية على الأسهم القيادية خاصة في قطاعات "العقارات" و"النقل" و"التأمين" والتي ارتفعت مؤشراتها بنحو 2.8% و 2.3% و 1.6% على التوالي.
وصعدت بورصة السعودية، وهي الأكبر في العالم العربي، بنحو 0.6% بفعل ارتفاع أسهم المصارف والصناعات البتروكيماوية، وزاد سهم شركة "سابك" العملاقة للبتروكيماويات على مدار الأسبوع بنسبة 0.37% وهي وتيرة أقل كثيرا من تعاملات الأسبوع السابق عليه والبالغة 6.84% .
وارتفع سهم مصرف "الراجحي" بنحو 3.7%، وأعلن المصرف، الأسبوع الماضي، عن انخفاض طفيف بلغ 0.4% في صافي ربح الربع الثاني، لكنه أوصى في الوقت نفسه بتوزيع أرباح على المساهمين بواقع نصف ريال للسهم الواحد عن النصف الأول من 2015.
وفى الاتجاه نفسه، صعدت بورصة الأردن بنسبة 0.91% إلى 2132.19 نقطة، فيما زادت بورصة البحرين بنحو 0.03% إلى 1335 نقطة.