بالتزامن مع الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي لوران
فابيوس في منطقة
الشرق الأوسط، والتي استهلها بزيارة لمصر تليها زيارة لإسرائيل الأحد، نشرت جريدة "le journal du dimanche " الفرنسية المعروفة، تقريرا تتحدث فيه عن خلفيات هذه الزيارة ومساعي الدبلوماسية الفرنسية من ورائها.
وأكدت الجريدة في تقريرها، الذي اطلع عليه "
عربي 21"، على أن الهدف الأول من جولة فابيوس في المنطقة هو إحياء عملية السلام والمحادثات بين
الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك سنة بعد الحرب على قطاع غزة التي أودت بحياة أزيد من ألفي شهيد.
وتساءل التقرير في هذا السياق إن كان الأمر يتعلق بتفاؤل فرنسي زائد عن اللزوم أم بمقامرة دبلوماسية محفوفة بالمخاطر، خصوصا وأن رئيس الدبلوماسية الفرنسية يضع على مكتبه منذ شهور مشروعا يسعى إلى "فرض" السلام.
وعلى الرغم من الأصوات التي تؤكد أن القضية الفلسطينية لم تعد محور الاهتمام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة بعد ظهور "تنظيم الدولة" وامتداداته الأفريقية، أورد المصدر ذاته أن وزير الخارجية الفرنسي مقتنع بضرورة "أخذ المشعل" من الأمريكيين في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لكن مع تغيير في الأسلوب. وفي هذا السياق، نقلت الجريدة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله بأن "جون كيري لم يتجاوز بعد فشل جهوده في هذا الموضوع، لكنه لا يعتقد بأن أحدا يمكن أن يحل مكانه فيه".
هذه المعطيات تعد ورقة أمام الدبلوماسية الفرنسية يمكن اللعب بها، تورد نفس الجريدة، ويتعلق الأمر بالأجندة الدبلوماسية للجمهورية في المنطقة، والتي تتابعها إسرائيل عن كثب، هذا بالإضافة إلى "اليقظة" الفرنسية في الملف النووي الإيراني والمكانة التي احتلتها
فرنسا لدى الأنظمة الملكية في الخليج ولدى مصر في عهد عبد الفتاح السيسي، عوامل جعلت من الواضح أن القوى السنية يجمعها مع إسرائيل قلق مشترك هو "المد الشيعي في المنطقة".
وتابعت الصحيفة الفرنسية تحليلها موضحة أن الخطة الفرنسية في القضية الفلسطينية تنبني في جزء كبير منها على ما توصل الأوروبيون إلى تحقيقه، وعلى المبادرة العربية التي تم طرحها سنة 2009، والتي تنبني على حل الدولتين وفقا لحدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين منزوعة السلاح.
بناء على ذلك، يسعى فابيوس إلى تبني قرار أممي يقضي بإمهال طرفي الصراع مدة تتراوح بين العامين والثلاث سنوات لتوقيع اتفاق سلام، و"سيكون على الرئيس الفرنسي تحمل مسؤوليته في حال فشل هذا الأمر"، يوضح المصدر الدبلوماسي للجريدة، لتؤكد على هذا الأساس أن ذلك يعني أن الجمهورية الفرنسية ستكون مستعدة للعمل على إقناع دول أوروبية أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية بمعيتها، "حيث يجب إنقاذ إسرائيل من المستنقع الذي وضعها فيه رئيس حكومتها الحالي بنيامين
نتانياهو".
وبذلك، يعود أسلوب "لوي الذراع لإسرائيل" إلى الواجهة، تضيف الصحيفة الفرنسية، وذلك بعد أزيد من 25 سنة على استخدامه من طرف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق شامير، للجلوس إلى طاولة الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية.
إلا أن الجريدة أبرزت في تحليلها أنه ليس من المؤكد أن الإدارة الأمريكية ستدع الملف الفلسطيني –الإسرائيلي جانبا، وهو الاحتمال الذي سيكون في صالح نتانياهو الذي يربطه باليمين المتطرف تحالف هش.