نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لكارلا آدم، حول أسباب انجذاب
النساء الغربيات لتنظيم الدولة، تقول فيه إن النساء الغربيات يؤدين دورا مهما في بث
الدعاية للتنظيم، وليس فقط في الذهاب إلى المنطقة ليصبحن "عرائس للجهاديين"، بحسب دراسة بريطانية.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن النظرة بأن النساء يلتحقن بتنظيم الدولة بغرض الزواج من مقاتلين أجانب تشكل "بعدا واحدا"، بحسب التقرير الذي نشر يوم الثلاثاء، والصادر عن معهد الحوار الاستراتيجي، والمركز الدولي لدراسة
التطرف في جامعة كنغز كوليج في لندن.
وتبين الصحيفة أن التقرير يعزو انجذاب النساء لتنظيم الدولة إلى عدة عوامل، بينها الشعور بالعزلة، والشعور بأن المجتمع المسلم مهدد عالميا، بالإضافة إلى وعد الأخوات، الذي كان مهما بالنسبة للشابات المراهقات.
ونتقل آدم عن مادلين سميث، التي شاركت في كتابة التقرير، قولها في مؤتمر صحافي: "هناك مبالغة في الحديث عن الرومانسية التي حفزت الناس للانضمام لتنظيم الدولة، ولكننا نعرف أن الحقيقة غير ذلك".
ويلفت التقرير إلى أن الباحثين قالوا إن 550 امرأة غربية يعشن في المناطق التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة، حيث مهمتهن الأولى هي أن يكن زوجات وأمهات جيدات. فيما أبدت بعض النساء رغبة في القتال على الجبهات، ولكن ذلك غير مسموح به، بحسب الشريعة كما يفسرها تنظيم الدولة. ومع هذا فإن النساء الغربيات يؤدين دورا مهما في الدعاية، وفي تجنيد نساء أخريات.
وتورد الصحيفة قول التقرير: "سمح تنظيم الدولة بوجود شبكة غير مركزية لمراسليه، بل اعتمد على هذه الشبكة لحمل رسالته والدعاية لها، ونشر رؤيته للعالم".
ويبرز التقرير حالة سلمى وزهرة حلاني، وهما التوأمان المراهقتان اللتان هربتا من بيت أهلهما في مانشستر في بريطانيا، وذهبتا إلى سوريا عبر تركيا، اللتان تشجعان النساء الأخريات للهجرة هناك، وتتجنبان الرقابة بتغيير أسماء الاستخدام على الإنترنت، ولديهما وسائل تقنية لاستعادة أتباعهما على مواقع التواصل بعد تغيير الأسماء، كما تقومان بإجابة الأسئلة الموجهة من مهاجرات محتملات، فمثلا سلمى نصحت امرأة سألت على موقع "آسك إف إم"، بأن تتزوج في أقرب فرصة بعد وصولها إلى أراضي تنظيم الدولة.
وتقول الباحثة سميث إن أطول فترة عاشتها امرأة في أراضي تنظيم الدولة قبل أن تتزوج هي شهران.
وتوضح الكاتبة أن التقرير يقول إن النساء يدركن أيضا أن زواجهن قد لا يطول، ويسلط الضوء على حالة "شمس"، وهي طبيبة ماليزية نشيطة جدا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد خطبها زوجها في اليوم الذي التقيا فيه، ونشرت صورة لزواجهما، حيث كانت تلبس نقابا أبيض، وكتبت تعليقا على الصورة: "الزواج في أرض الجهاد .. حتى تفرقنا الشهادة".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الباحثين يقومون بمتابعة حوالي 100 امرأة من 15 دولة مختلفة، يعتقدن أنهن يعشن في مناطق تنظيم الدولة، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"تمبلر" و"آسك إف إم". ومعظمهن في سن المراهقة أو أوائل العشرينيات من العمر، وأصغرهن تبلغ من العمر 13 عاما.
وتجد الصحيفة أنه بالرغم من أن الباحثين قالوا إن الزواج لم يكن السبب الوحيد لانضمام النساء لتنظيم الدولة، إلا أنهم أقروا بأنه أحد العوامل. ويقول التقرير: "إن صور الأسد واللبؤة تنتشر كثيرا على وسائل التواصل، لتشير إلى الزواج، وفيها رمزية للعثور على زوج قوي وشجاع، وفيها أيضا دعاية لفكرة أداء النساء دورا قويا عن طريق دعم زوج جهادي، وتبني فكر تنظيم الدولة".
وتنوه آدم إلى أن التقرير أبرز التناقضات الموجودة بين المجتمع المثالي، الذي تعكسه دعاية تنظيم الدولة، والواقع. وقد أثارت التخوفات النساء بشكل متزايد، وإن كانت بطريقة غير مباشرة، حول غياب الخدمات الطبية الكافية، وعدم توفر الكهرباء والماء النظيف، حتى أن البعض فكر في تسلق أشجار الصنوبر للحصول على استقبال جيد لشبكة الإنترنت. كما أن إحدى النساء أسقطت الجنين في إحدى المستشفيات؛ بسبب عدم تمكنها من التواصل مع الطبيب بلغة مشتركة.
وتستدرك الصحيفة بأن مثل هذه الشكاوى تعد استثنائيا. ويقول التقرير إن هاشتاغ (لا أحد يهتم بالأرملة) "تم إغراقه بتجارب إيجابية في الغالب، وأعطى بعدا دعائيا".
ويكشف التقرير عن اقتراح الباحثين أساليب لمكافحة تجنيد النساء في تنظيم الدولة، حيث قالوا إن إبراز واقع الحياة في ظل تنظيم الدولة سيساعد في ثني الشابات عن الانضمام للمتطرفين.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن الباحثين أوصوا بزيادة عدد المرشدات والعاملات الاجتماعيات لمساعدة النساء التي يخشى عليهن، مشيرين إلى عدم وجود أصوات نسائية كافية للتعامل مع هؤلاء النساء.