في كل مرة يحاول فيها النظام السوري ليّ ذراع كتائب الثوار السوريين والتشكيلات العسكرية العاملة في قرى وبلدات وادي
بردى في ريف
دمشق، عن طريق اعتقال نساء المنطقة، يرد ثوار الريف الدمشقي بقطع
المياه عن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وفي أحدث حالة، قطعت الفصائل المقاتلة في بلدة عين الفيجة بريف دمشق مياه النبع عن العاصمة، إثر اعتقال قوات النظام السوري فتيات من بنات بلدة بسيمة، بشكل تعسفي ودون تهمة.
وقد اضطر النظام السوري إلى إطلاق سراح الفتيات مع عدد من النساء اللواتي كنّ معتقلات لدى أفرع الأمن، مقابل عودة المياه ولو بمنسوب قليل، ريثما يخلي النظام زنزاناته من نساء وادي بردى بالكامل.
وقال الناشط الإعلامي في ريف دمشق، إياد أبو الشامات، في حديث مع "عربي21"، إن" كتائب المعارضة المسلحة تمكنت بهذه الخطوة التي تنجح في جميع الأحوال من قطع المياه عن منطقة نفوذ النظام، بهدف إجباره على إطلاق سراح النساء المعتقلات، والضغط عليه".
وقال أبو الشامات إن الثوار "يملكون عنصر قوة يمكنهم من كسر شوكة النظام أمام الموالين له من قاطني العاصمة، ويجبرونه بذلك على مقايضة ري عروقه، مقابل حرية بنات المنطقة، ويعاقبونه بذلك على خرق هدنة وقع على بنودها في أواخر شهر كانون الأول/ نوفمبر من العام الماضي ويفترض أن يحترم ميثاقها".
لكن في المقابل، نشر المركز الإعلامي في وادي بردى، على صفحته على فيسبوك، نفي الثوار في الوادي "جملة وتفصيلا أي خبر أو شائعة تتوارد على لسان البعض بأننا السبب في ذلك أو أن منسوب المياه قد تخفض من ثوار المنطقة باتجاه دمشق".
وقال المركز الإعلامي: "مياه تتدفق من نبع الفيجة عبر أقنيتها المعروفة بـ"التنيل" بشكل منتظم ودوري، كما كانت في سابق عهدها"، موضحا أن "ما تشهده بعض المناطق في دمشق من تقنين زائد أو انقطاع للمياه فهذا أمر متعلق بمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بمدينة دمشق ولا علاقة لنا بذلك لا من قريب ولا من بعيد".
وتشكل كل من القرى بسيّمة، وعين الخضرة، وعين الفيجة، وأشرفية الوادي، وجديدة الشيباني، المحاصرة من قبل قوات النظام السوري، عصب حياة العاصمة دمشق، بسبب إشرافها على منابع المياه الرئيسية، وتخضع لسيطرة الثوار في منطقة وادي بردى،. وتكفي عدة ساعات من الاشتباك مع قوات النظام السوري التي تحاصر المنطقة، بالتزامن مع قطع المياه عن دمشق بسبب خرق النظام للهدنة، إلى تنفيذ طلبات الثوار وإجبار أصحاب القرار في غرف عمليات النظام العسكرية على الاستجابة للمطالب.
معاناة قديمة متجددة
ونتيجة للحصار، يضطر أهالي وادي بردى لشراء خبز مصنوع من طحين مليء بالديدان والسوس لأن الفرن الذي ينتج هذا النوع من الخبز هو الفرن الوحيد في منطقة وادي بردى، وهو يغذي جميع بلدات وادي بردى (دير مقرن، إفرة، كفير الزيت، عين الفيجة، بسيمة، عين الخضراء، ودير قانون).
يقول سعيد النشواتي، وهو من أهالي وادي بردى، خلال حديث خاص مع "عربي21": "المصدر الوحيد لإمداد البلدة بمادة الطحين هو نظام بشار الأسد، وهو من يعطي الفرن الآلي الطحين المليء بالديدان والحشرات الواضحة للعين المجردة، حيث يحاصر جيش النظام وادي بردى بشكل كامل، ويقوم بتزويد الفرن بشكل يومي بما يقارب خمسة أطنان من الطحين، ليتم خبزها وبيعها في قرى وادي بردى التي تضم آلاف النازحين إليها من بلدات
الغوطة الشرقية القابعة تحت حصار مطبق منذ أكثر من عام".
ويتسبب تناول هذا النوع من الخبز بمعضلة، بحسب رأي سعيد، الذي يصف معاناة الأهالي أنهم يتخوفون من انتشار أمراض جديدة بسبب فساد الخبز المصنوع من الديدان و الطحين معا، دون أن يكون لديهم خيار آخر.