نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا حول تحول جنرالات الجيش من دعم الحوثيين إلى الحكومة في المنفى، في مؤشر أولي إلى أن وحدات الجيش المارقة بدأت بالعودة إلى سيطرة الدولة.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أنه بالرغم من أن وحدات جيش رئيسية ظلت موالية للرئيس علي عبدالله
صالح، الذي أطيح به عام 2012، إلا أن عودة الجنرالات يوم الخميس تعد ضربة قوية للرئيس السابق وحلفائه الحوثيين، في حملتهم ضد القوات الموالية للحكومة.
وتقول الصحيفة إن صالح قد استغل الانقسام في ولاءات الجيش، وضمن دعم القيادات الرئيسية فيه للقتال بجانب الحوثيين، مما اضطر الرئيس عبد ربه منصور
هادي إلى اللجوء إلى
السعودية في شهر آذار/ مارس.
وتضيف أن فرار الرئيس هو ما دفع بالسعودية إلى تشكيل حلف من عشر دول، بهدف إعادته إلى السلطة، ولكن التدخل لم يمنع الحوثيين من اجتياح مساحات إضافية من
اليمن.
ويستدرك التقرير بأن قبضة صالح على الجيش بدأت تتصدع يوم الخميس. ووقعت مواجهات عنيفة في مركز مدينة تعز شرق البلاد، عندما قام اللواء 35 بالاشتباك مع الحوثيين، وقاتل بجانب الميليشيات الشعبية الموالية للحكومة ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظة تعز.
وتنقل الصحيفة عن سعيد علي الشمري، وهو مسؤول عسكري متنفذ في تعز، قوله: "
الحوثيون عصابات مسلحة وليسوا الحكومة.. لن نستسلم لهم وسنقاتلهم دعما للزعيم الشرعي لليمن الرئيس هادي".
ويلفت التقرير إلى أن الوحدات العسكرية الموالية لصالح والحوثيين قد احتلت صنعاء في شهر كانون الثاني/ يناير، واضطرت الحكومة إلى الاستقالة، وفي الشهر الذي يليه هرب هادي الذي كان تحت الإقامة الجبرية، إلى عدن ليعلن عودته للساحة السياسية، ويعزز من دعم الجيش له.
وتذكر الصحيفة أنه في شهر آذار/ مارس اضطر هادي إلى الهروب عندما تحرك الحوثيون باتجاه عدن، بمساعدة من القوات الجوية اليمنية، التي قامت بقصف مكان إقامته. وينكر صالح أنه يحاول العودة، بعد أن أطيح به خلال ثورات الربيع العربي، ولكن الحوثيين ومساعدي صالح يقولون إنه أدى دورا مركزيا في الثورة الحالية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه في نكسة أخرى لصالح والحوثيين، فقد أعلن قائد اللواء 135 في جنوب شرق إقليم حضرموت، وهو أحد أكبر الألوية، عن دعمه لهادي، ويسيطر هذا اللواء على مساحات كبيرة من حضرموت، الذي يعد أكبر إقليم يمني.
وتبين الصحيفة أنه في تطور آخر في حضرموت احتل تنظيم القاعدة مطار ريان المدني، بعد سيطرته على المكلا عاصمة الإقليم، ولكن المسؤولين الأمنيين قللوا من القيمة العسكرية لاحتلال المطار، خاصة أنه ليس فيه طيران عسكري.
ويجد التقرير أنه ليس واضحا إن كان مقاتلو القاعدة يريدون إبقاء السيطرة على المطار، أو أنهم سينسحبون من حضرموت عن طريق تبادل أراض، يتم تنسيقها بوساطة القبائل بين تنظيم القاعدة والحكومة. وقد سيطر تنظيم القاعدة هذا الشهر على قاعدة بيهان العسكرية، ونهب الأسلحة والمعدات ثم سلمها إلى رجال القبائل.
وتنوه الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعدون تنظيم القاعدة في اليمن من أخطر أذرع التنظيم، والقادر على تنفيذ هجمات على الأراضي الأمريكية.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بن عمر قدم استقالته يوم الخميس، حيث عمل لمدة أربع سنوات على إيجاد حل سياسي للأزمة. ولم يكن الحوثيون راضين عن جهوده لإشراكهم في مستقبل اليمن، كما أن السعوديين ومؤيدي هادي غير راضين عن أدائه، بحسب الدبلوماسيين.