بث المكتب الإعلامي لما يسمى "
ولاية صلاح الدين" التابع لتنظيم الدولة إصدارا مصورا لعملية دخول "
مصفاة بيجي" من قبل عناصر التنظيم قبل قرابة أسبوع، علما أن قوات الجيش
العراقي أعلنت استعادتها لأجزاء من المصفاة أمس الخميس.
وأظهر الفيديو الذي رصدته "
عربي21" وحمل عنوان "هجوم الأباة، على المرتدين في المصفاة" التقنيات الحديثة التي استخدمها التنظيم في العملية، والتي بدأت بتسيير طائرة استطلاع فوق مسطح مصفاة بيجي، مكّن قادة العملية من أخذ تصور شبه كامل عن الموقع.
وعلى طريقة كبرى الجيوش العالمية؛ كما لاحظت "عربي21"، بقي قادة العملية العسكرية في "غرفة العمليات" أمام أجهزة كمبيوتر، ومعهم أجهزة اتصالات لاسلكية مربوطة بشكل مباشر مع أرض المعركة داخل مصفاة بيجي، حيث استمروا في إعطاء التوجيهات العسكرية، والنصائح الدينية والمعنوية للجنود.
ويبدو أن
تنظيم الدولة حاول من خلال الإصدار إظهار أكبر قدر من اللقطات الملفتة لنظر المشاهدين، وربما أراد من خلال ذلك إيصال رسالة لأعدائه. وكان من بين اللقطات البارزة، قيام طفلين بإطلاق قذيفة تجاه قوات الجيش العراقي داخل المصفاة مع ترديدهم أنشودة التنظيم الشهيرة "قريبا قريبا ترون العجيبا".
وأمطر عناصر التنظيم مصفاة بيجي بوابل من قذائف المدفعية التي أحدثت حريقا هائلا في المنطقة مهَّد لاقتحام مجموعة "الانغماسيين" وطرد ما تبقى من قوات الجيش العراقي داخل المصفاة التي حوصرت من قبل التنظيم من كافة جهاتها الأربع.
وقال أحد عناصر التنظيم: "أبشروا يا أهلنا في ولاية صلاح الدين، فقد أصبحت ولايتكم مقبرة للروافض المعتدين، ولكن يجب أن لا تنخدعوا بالأفعى الرافضية فقد جربتم مكرهم، وكونوا على يقين أننا لن نخذلكم مهما طال الأمد".
ونفذ أحد مقاتلي التنظيم، وهو سوري الجنسية يدعى "أبو محمد الشامي" عملية انتحارية "انغماسية" بعد توغله داخل المصفاة عبر آلية "غنمها" التنظيم سابقا، حيث أكد الشامي أثناء وداعه لزملائه في التنظيم أن "الدولة الإسلامية ستصل إلى أوروبا وتفتحها".
وبعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين؛ تقدم تنظيم الدولة إلى وسط المصفاة، ليوثق الإصدار جثثا لعناصر من الجيش العراقي قتلوا أثناء المعركة، بالإضافة إلى إحراق عدد من الدبابات والمدرعات، وكتب مخرج الإصدار تعليقا على مشهد اعتلاء عناصر من التنظيم دبابات للجيش: "فخر الصناعة الأمريكية تحت أقدام جنود الدولة الإسلامية".
واستولى مقاتلو التنظيم على عدد كبير من صناديق الذخيرة، وجدوها في أحد مستودعات الأسلحة داخل مصفاة بيجي لتضاف إلى الغنائم التي يجنيها التنظيم من جل المعارك التي يخوضها ضد الجيش العراقي.
وفي نهاية الإصدار تجولت عدسة المكتب الإعلامي في ما يسمى بـ"ولاية صلاح الدين" داخل مصفاة بيجي التي بقيت أجزاء كبيرة منها سالمة، رغم المعركة العنيفة التي وقعت بين الطرفين.