أفرغ نظام بشار
الأسد العديد من الجامعات السورية الخاصة، كجامعة اليرموك وقاسيون الواقعة على الطريق الدولي دمشق درعا ونقلها إلى جامعة دمشق، مكتسبا بذلك أبنية كبيرة لاستخدامها في التجنيد والتدريب، لتكون معسكرات حصينة تؤمن الطريق الدولي.
وأفاد الناشط الإعلامي أشهب الأحمد في حديث لـ "
عربي21" أن مكاتب التجنيد افتتحت في أبنية جامعتي اليرموك وقاسيون منذ عدة أسابيع، موضحا أن التعليم متوقف فيها منذ أول شهور الثورة.
وتابع الأحمد حديثه: "أخذت قوات النظام مباني الجامعة لتستعملها في التجنيد، ولتكون أيضا مراكز تحشيد وانطلاق للمعارك، وتقود هذه الميلشيات قوات إيرانية تشرف على التدريب وتحاول استقطاب الشباب بالمغريات والسلطة".
وحول مقدار استجابة الشباب للانخراط ضمن صفوف هذه المليشيات، قال الأحمد إن التطوع لدى القوات الإيرانية مغرٍ بسبب الرواتب العالية، والميزات، والنفوذ، ولكن رغم ذلك يوجد استجابة قليلة، وليست بتلك الأعداد الكبيرة.
وأشار الأحمد لـ"
عربي21" إلى إن اتخاذ الجامعات كمقار عسكرية من أجل التجنيد، وانطلاق المعارك يدل على إمكانية تدريب عناصر النظام على قتال داخل المباني، إضافة للاستفادة من قوة بنيان الجامعة، وإشرافها على مساحات جغرافية كبيرة ومهمة، كالطريق الدولي دمشق درعا خط إمداد النظام الوحيد لمدينة درعا.
بدوره تحدث عضو الهيئة السورية للإعلام ياسر الرحيل عن الوجود الإيراني في مراكز التدريب قائلا: "مع اتساع رقعة المساحة التي يسيطر عليها الثوار بسوريا خاصة ودرعا عامة، فقد النظام الثقة في القيادة والتدريب فاتجه لكل من إيران وحزب الله لطلب قادة للتدريب، وتقود معاركه كما في بصرى الشام قبل تحريرها، والقادة الإيرانية الذين قتلوا في مثلث الموت".
وأوضح الرحيل أن قيام النظام بإغلاق الجامعات على استراد درعا ونقلها لقلب العاصمة، ووضع المتطوعين فيها لتكون معسكرات تدريب على القتل الذي يتبعه بشكل ممنهج، بدلاً من فتحها لتقوم بإنشاء جيل
سوريا المستقبل، وأشار إلى أن إغلاقها يأتي بعد أن خسر النظام الكثير من القطع العسكرية التابعة له في الجنوب السوري، التي خسر فيها عدداً كبيراً من قواته في معاركهم مع
الجيش الحر؛ ليتجه النظام لتجنيد الكثير من الشباب وخاصة من الطوائف المؤيدة لوجوده، كما قام بتجنيد بعض الشباب ضعاف النفوس من أهل المنطقة، عن طريق إغرائهم بالمال، والمناصب، والسلطة كما هو الحال بحركة حمو.
ودمرت عشرات الجامعات في سوريا بفعل الحرب الدائرة في البلاد منذ أربعة أعوام، وقليلة تلك التي نجت من قصف النظام أو استباحته لها، فالتي لم تدمر ولم تخرب، سيطر عليها "شبيحة" النظام بالكامل لتتحول إلى ثكنة عسكرية، أما بالنسبة للمدارس التي أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر فأوقفت بالكامل ولم يعد يعترف بها.