قال الكاتب البريطاني
ديفيد هيرست إن مستقبل الصراع
الفلسطيني -
الإسرائيلي لن يشهد تسوية في المستقبل القريب، مع كونها القضية الأساسية التي يجب أن يتم التركيز عليها، ما دام أن كلا المنافسين "يريدان الاحتفاظ بكل شيء"، على حد تعبيره.
ففي مقال بصحيفة الهافنجتون بوست بعنوان: "بيبي وبوجي.. كلاهما يريدان لإسرائيل أن تحتفظ بكل شيء"، قال هيرست إن "هناك خمس دول في إسرائيل، واثنتان منهما فقط تشاركان اليوم في الاقتراع"، موضحا أن هذه الدول هي" الدولة اليهودية، وهي دولة ديمقراطية لمواطنيها اليهود فقط لا غير، والدولة التي يقيم فيها المواطنون غير اليهود في إسرائيل، وهؤلاء المواطنون بإمكانهم أن يقترعوا ولكنهم يظلون غير مندمجين بعد 67 عاماً".
وتابع رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي بقوله إن "الدولة الثالثة هي دولة القدس، حيث يملك المقدسيون الشرقيون حق الإقامة ولكن لا يملكون حق المواطنة، فهؤلاء "بدون" لا يحملون جوازات سفر ولا جنسية، والرابعة هي الضفة الغربية، والتي تمثل الأبارتيد (التمييز العنصري) الإسرائيلي، وأخيرا غزة، وهي عبارة عن معسكر اعتقال جماعي، تمكنت إسرائيل من إيجاد حارس إضافي له في مصر السيسي".
ثم فصّل هيرست بتفاصيل المنافسة بين بيبي، الاسم الذي يعرف به بنيامين
نتنياهو، وبوجي، الاسم الذي يعرف به إسحق هيرتسوغ، بقوله إن هذه المنافسة "مطابقة تماماً لطبيعة الدولة اليهودية ذاتها من حيث إنها تحولت إلى منافسة بين الهويات، وفي مجملها أدارت الحملة ظهرها إلى القضية الأساسية التي ينبغي أن تواجه أي زعيم قادم للبلاد، أي قضية تسوية الصراع".
وحول حملة نتنياهو العنصرية التي تطرف بها إلى اليمين أكثر فأكثر، استشهد هيرست بقوله إن نتنياهو "قد قال في مطلع هذا الشهر إنه لن يكون هناك "أي انسحابات" من الضفة الغربية إذا ما أعيد انتخابه وإنه لن تكون هناك "أي تنازلات" للفلسطينيين، ومؤكدا أن أي شخص ينوي إقامة دولة فلسطينية اليوم وإخلاء الأراضي، فإنه يوفر للإسلام المتطرف أرضية للهجوم على دولة إسرائيل. يوجد خطر حقيقي هنا في أن تنضم حكومة يقودها اليسار إلى المجتمع الدولي وفي أن تنقاد لأوامره".
أما بوجي الذي وعد بأن يكون "رئيساً للوزراء للجميع. لليمين ولليسار، للمستوطنين وللمتدينين، للدروز وللعرب وللشركس. سوف أكون رئيس وزراء للمركز وللمحيط"، فلم يضف شيئا بخصوص تسوية الصراع، إذ إنه تعهد "بنزع السلاح من الدولة الفلسطينية، وإبقاء المجمعات الاستيطانية، ومنع حق العودة للفلسطينيين".
وانطلاقا من ذلك، قال هيرست إن الصراع مع اقتراب عقده الثامن "فإنه يصبح أقل صلة بالخرائط وبالحدود أو بالشعار الذي يرتبط بحل أو بآخر مثل الدولة الواحدة أو الدولتين أو اللا دولة"، إذ إن هناك "غياب تام لأمر أساسي يسبق البحث في أي حل، ألا وهو الاستعداد (من الإسرائيليين) للاعتراف بحقوق متساوية لغير اليهود في الأرض والمياه والموانئ والمجال الجوي والنفط والغاز وصيد السمك في كل واحدة من الدول الخمس التي تتحكم بها إسرائيل".
واختتم هيرست مقالته بقوله "ما إذا كان بيبي (نتنياهو)، الذي يقول لا تنازلات، أو بوجي (هيرتزوغ)، لذي يعتبر العالم الأمثل هو العالم الذي تتمكن إسرائيل فيه من الاحتفاظ بكل شيء، هو الأكثر تمثيلاً لهذا الرفض، أترك الحكم على ذلك للآخرين (لتوقع مستقبل الصراع)".