ناقشت الصحف التركية في عددها الصادر صباح اليوم الاثنين، عددا من القضايا المثيرة للجدل في
تركيا وعموم المنطقة. ومن أبرز ما ناقشته الصحف تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيغدور
ليبرمان" التي وصفتها بأنها "تجاوزت الحدود" وأنها "سخيفة جدا".. وهي تلك التصريحات التي شن فيها "ليبرمان" هجوما لاذعا على "عرب إسرائيل" متوعدا إياهم بقطع رؤوسهم بالفأس!
وناقشت الصحف كذلك، قضايا تركيا الجديدة، مقارنة مع تركيا
أتاتورك ومعاناة الأتراك في تلك الفترة.
"ليبرمان" تجاوز حدوده: اقتلوا العرب شر قتله
أوردت صحيفة "تقويم" في خبر لها، أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان شن هجوما لاذعا على عرب إسرائيل، متوعدا بـ"قطع رؤوسهم بالفأس".
ونشرت الصحيفة الخبر تحت عنوان "ليبرمان يتجاوز حدوده" وتنقل الصحيفة فيه ما قاله ليبرمان في مؤتمر انتخابي خاص بحزبه "إسرائيل بيتنا"، من أن "من معنا من العرب (عرب إسرائيل) لا بد أن يحصلوا على كل شيء، لكن في المقابل من هم ضدنا يجب رفع الفأس وقطع رأسهم، ومن دون ذلك لن نبقى هنا، ولن يكون بقاء لإسرائيل ما دامو فيها". وأضاف ليبرمان أن "من المهم أيضا أن نشير إلى أنه لا يوجد مبرر لبقاء أم الفحم كجزء من إسرائيل".
وأم الفحم هي مدينة عربية تقع في شمال الأراضي المحتلة، وتبعد عن القدس المحتلة نحو 80 كم وسلمت إلى إسرائيل عام 1949، بموجب اتفاقية الهدنة مع الأُردن، وتعتبر ثالث كبرى المدن العربية في أراضي فلسطين الداخل من حيث عدد السكان بعد مدينتي الناصرة ورهط.
ونشرت صحيفة "يني عقد" خبرا لها تحت عنوان "تصريحات ليبرمان السخيفة جدًا" عما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي من تهديد ووعيد، مشيرة إلى أنه قال: "لا يمكن المصالحة مع هؤلاء العرب إلا بتقارب وجهات النظر".
العدالة قُتلت في مصر: تركيا تحتج.. والعالم صامت
أفادت صحيفة "يني شفق" بأن المئات من الأتراك والمصريين المقيمين في تركيا نظموا وقفة تضامنية ضد قرار إعدام "محمود رمضان"، في ساحة "يني جامع" بمنطقة إميونينو بمدينة إسطنبول، احتجاجا على الحكم الصادر بحقه والذي نفذ السبت الماضي.
ونقلت الصحيفة عن جيهانغير إشبيلير، منسق "منتدى رابعة الدولي" الذي يقوم بتنظيم العديد من الفعاليات المؤيدة لشرعية مرسي ويطالب بحقوق رابعة، تخوفه "من أن يكون إعدام رمضان بداية لسلسة إعدامات ضد المعارضين للنظام الحالي في مصر".
وتورد الصحيفة أن وجدي غنيم، أحد أبرز ممثلي الإخوان المسلمين ويقيم في تركيا حاليا، أمَّ الناس في صلاة الغائب على روح المعدوم "محمود رمضان".
وتلفت الصحيفة إلى أن المحتجين هتفوا خلال وقفتهم الاحتجاجية بعدة هتافات كان أبرزها: "السيسي قاتل" و"أوقفوا الإعدامات".
ونقلت الصحيفة عن مجيد فاضل أقصوي، عضو منظمة الإغاثة العالمية، قوله إن "العدالة قتلت في مصر، والشعب المصري يعدم، ومع كل هذا فإن العالم يصمت تجاه ما يحدث من انتهاكات خطيرة ضد الشعب المصري". ويلفت أقصوي إلى أنه "يجب أن لا يبقى العالم هكذا أكثر مما هو عليه الآن من صمت، ويجب عليه أن يتحرك".
ونشرت صحيفة "يني عقد" في خبر لها، عما قالت إنه معاناة المنتمين للقطاع العسكري قبل عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. وتنقل الصحيفة عن متقاعد ومقدم سابق في القوات الجوية التركية، إفادتهما حول أصناف المعاناة التي حدثت لهما أثناء خدمتهما في القوات الجوية قبل سبع سنوات من الآن.
قصة من "الانقلاب العسكري" في تركيا: ماذا يعني أن تكون مسلما؟
وتورد الصحيفة أنه تحديدا في فترة "الانقلاب العسكري" الذي نظم من قبل جماعات عسكرية داخل القوات التركية، فإن هؤلاء الانقلابيين ذاتهم هم من كانوا يقفون وراء أعمال التعذيب بحق أفراد من الجيش بسبب تمسكهم بالدين وهم من كانوا يتهمونهم بالرجعية.
وتنقل الصحيفة عن المقدم والمتقاعد، قولهما، إنهم بمجرد أن يعرفوا أنك مسلم وتصلي، فقد كانوا يبلغون عنك للقيادة العسكرية، وهو ما يؤدي إلى المساءلة القانونية التي يترتب عليها عمليات تحقيق وتعذيب منظم.
ويقول المقدم للصحيفة، إن الأمر تطور إلى أن تم إنشاء مركز للتعذيب والتحقيقات في أمور كهذه في العاصمة التركية أنقرة، كان الهدف منه أن يقتل الثقة بالنفس ويلحق الضرر بكل من يلتزم بدينه.
وعن قسوة التعذيب، تورد الصحيفة أن عمليات الاستجواب التي تعرض لها العنصران السابقان في القوات الجوية تخللتها عمليات تعذيب بشعة، قال لهما فيها المحققون: "إن لم تعترفوا فسنرميكم على المياه المتجمدة، وسنعذبكم أشد العذاب، وسنغتصب نساءكم أمامكم".
وتشير الصحيفة إلى أن هذا المشهد حدث قبل سبع سنوات، لعناصر من القوات البرية والجوية والبحرية، وهو ما دعا أصحابه إلى تقديم دعوى قضائية ضد جلاديهم.
وتنقل الصحيفة عن المقدم والمتقاعد، أنهما وبعد انتهاء الوصاية العسكرية في تركيا، قاما برفع دعوى قضائية في بداية تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا، وهم بانتظار أن تتم محاسبة ومحاكمة المتهمين في هذه القضية.
إلى أين يركض "أردوغان"؟
يخاطب رئيس تحرير صحيفة "يني عقد" الكاتب "عبد الرحمن دلي باك"، في مقال له، أعضاء حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، قائلا لهم إنه يتوجب عليهم أن لا ينتقدوا الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إلا بعد أن يعودوا لتاريخه وإنجازاته ويقارنوها مع زعيمهم الأول "كمال مصطفى أتاتورك".
ويتساءل "دلي باك" في مقاله الذي نشر بعنوان "إلى أين يركض أردوغان؟" مستغربا: من كان رجلا واحدا يتحكم في كل تركيا؟ هل هو "أردوغان" أم "أتاتورك" الذي تسلم في عهده حزب المعارضة الحالي زمام الأمور في تركيا، وكان زعيمه آنذاك يختار ويرشح للمناصب في تركيا من يشاء ووفق ما يشاء؟
ويروي الكاتب التركي قصة الانتخابات التركية في الماضي مبينا دكتاتورية المشهد، ويقول: "كانت قوات الدرك التركية تملأ أماكن الانتخابات، وتضع علم وشعار حزب أتاتورك، وكان يفرض على الناخبين أن ينتخبوا باللغة اللاتينية غير المعروفة للشعب التركي آنذاك، فأكثرهم لا يعرفون القراءة والكتابة بتلك اللغة، وبالتالي فإن من يجهل اللغة يصعب عليه اختيار من يريد بدقة وحرية، ناهيك عن أن من يريد أن يصوت يجبر على التصويت للحزب الحاكم، ولمؤيدي الحزب الجمهوري فقط حرية الاختيار!".
ويسترسل الكاتب في توضيح المشهد الذي كانت عليه الانتخابات في تركيا في سابق عهدها، وما هي عليها الآن من عهد ديمقراطية وبناء، ويقول إن "أردوغان" إنسان، وبالتالي فإن وقوع الخطأ منه طبيعي، ولكنه مع كل الأحوال لن تصل أخطاؤه إلى ما وصل إليه "أتاتورك". فهدف "أردوغان" واضح، وعندما يريد أن يشرع نظامًا رئاسيًا لتركيا فإنه يضع أمام عينيه أن يحول تركيا إلى بلاد عظيمة وأن يسعى لتحقيق هذا الهدف.
ويلفت "دلي باك" إلى أن هدف "أردوغان" ومواقفه تجاه قضايا المنطقة تعارض سياسات إسرائيل، ويرفض أن يكون العالم محصورًا في إرادة خمس دول، ومعارضته الصارمة للانقلابات في العالم، وسياسته التي تتبنى نموذجا إسلاميا معتدلا.. كلها أمور تجعل منه شخصًا غير مرحب به في الغرب.