أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الأحد، أن التحقيقات الأولية أثبتت عدم دقة المعلومات المتعلقة بهبوط طائرات في المناطق التي يحتلها "داعش"، فيما أشار إلى أن أي طائرة تهبط لمساعدة "داعش" تعد هدفا مشروعا للقوات العراقية أيا كانت جنسية هذه الطائرات.
وقال العبيدي في مؤتمر صحافي عقده اليوم الأحد، في مبنى وزارة الدفاع ببغداد، إن "التحقيقات الأولية، أثبتت عدم دقة المعلومات المتعلقة بهبوط طائرات في المناطق التي يحتلها داعش". وأشار إلى أن "هذه المعلومات تأتي عن طريق أشخاص، ولا صحة لها".
وأضاف العبيدي أن "أي طائرة تهبط لمساعدة داعش تعد هدفا مشروعا للقوات العراقية أيا كانت جنسية هذه الطائرة".
وخلال الأسابيع الأخيرة ادعى مسؤولون عراقيون وقادة مليشيات شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات العراقية، أن طائرات تابعة للتحالف الدولي زودت مسلحي "داعش" بأسلحة ومساعدات عسكرية في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم في العراق.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نفت السفارة الأمريكية في العراق تلك الادعاءات، وجددت دعم بلادها للعراق في الحرب ضد "داعش"، وذلك في بيان أصدرته.
وبشأن الأنباء التي تحدثت عن احتمال مشاركة قوات برية أمريكية في الحرب ضد "داعش" في العراق، لفت العبيدي إلى أن "عودة القوات البرية الأمريكية للعراق يحتاج إلى قرار سياسي".
وحول المعارك العنيفة المستمرة منذ أيام بين القوات العراقية و"داعش"، في ناحية البغدادي الاستراتيجية القريبة من قاعدة الأسد العسكرية التي تضم عسكريين أمريكيين، قال العبيدي إنه "يتابع تفاصيل المعارك في البغدادي (تابعة لمحافظة الأنبار) التي سيتم تحريرها خلال فترة قريبة جدا".
وبخصوص التكهنات التي تتحدث عن عملية عسكرية قريبة لاستعادة مدينة الموصل معقل "داعش" الرئيس في العراق، أفاد الوزير العراقي بأن "معركة تحرير الموصل من سيطرة داعش ستبدأ لحظة استكمال الاستعدادات لها"، دون أن يحدد أو يتوقع موعدا لذلك.
وعن تسليح الحكومة العراقية للمليشيات وأبناء العشائر لمواجهة "داعش"، قال العبيدي إن "تسليح القطاعات غير العسكرية قرار سياسي وحكومي متفق عليه".
وتعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق)، على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش" بعد 10 حزيران/ يونيو الماضي، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي.
وكشف مسؤول في القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا عن تجهيز قوة عراقية كردية، تضم أكثر من 20 ألف جندي، لاستعادة مدينة الموصل من قبضة مقاتلي "داعش".
العبيدي ينتقد أمريكا
في سياق متصل، انتقد وزير الدفاع
العراقي الولايات المتحدة الأحد لإعلانها جدولا زمنيا لحملة لاستعادة الموصل معقل
تنظيم الدولة في شمال العراق قائلا إن القادة العسكريين لا يكشفون عن نواياهم للعدو.
وقال الوزير خالد العبيدي إن العراق هو الذي سيحدد موعد هجوم الموصل وإن المسؤول بالقيادة المركزية الأمريكية الذي تكهن بأن يجري الهجوم في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو على الأرجح ليس لديه معلومات عن هذه المسألة.
واستولى مقاتلو تنظيم الدولة على الموصل في حزيران/ يونيو الماضي حين اجتاحوا شمال العراق وتقدموا نحو بغداد دون أن يلقوا مقاومة تذكر من الجيش وأعلنوا قيام خلافة في الأراضي التي سيطروا عليها على جانبي الحدود بين العراق وسوريا.
وتشن الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات جوية منذ شهور على أهداف لتنظيم الدولة وتدرب واشنطن الجيش العراقي وتزوده بالعتاد لاستعادة الأراضي. ومن المتوقع أن تكون المعركة من أجل استعادة الموصل وهي أكبر مدينة في شمال العراق محورية في هذا الصراع.
وقال مسؤول بالقيادة المركزية الأمريكية الخميس إنه يجري إعداد قوة من الجنود العراقيين والأكراد يتراوح قوامها بين 20 و25 الف فرد لاستعادة المدينة في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو على الأرجح.
لكن العبيدي رفض تأكيد هذا الجدول الزمني وعبر عن استيائه من تصريحات المسؤول الأمريكي الذي لم يتم نشر اسمه.
وقال العبيدي في مؤتمر صحفي في بغداد إن هذه حرب مدن وهناك مدنيون ومن المهم جدا التمهل والدقة في وضع الخطة لهذه المعركة، مضيفا أنه لا ينبغي أن يكشف مسؤول عسكري موعد الهجوم وقال إن المعركة من أجل الموصل ستبدأ حين تكتمل الاستعدادات وإن اختيار التوقيت يرجع للقادة العسكريين العراقيين.
ويقول مسؤولون عراقيون إن هجوم الموصل سيجري خلال شهور لكنهم عادة يشيرون الى أن بغداد بحاجة لمزيد من الدعم العسكري الدولي ويحجمون عن تحديد موعد.
وقال العبيدي إنه لا يعلم من أي أتى المسؤول الأمريكي بهذه المعلومة مشيرا الى أن الأمريكيين ليس لديهم علم بهذه المسألة على الإطلاق.
وفي أعقاب الانتقادات لتصريح المسؤول الأمريكي قال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر للصحفيين امس إنه لن يعلن الموعد الدقيق للحملة من أجل استعادة الموصل.
وكان العبيدي يتحدث بينما اجتمع رئيس الوزراء حيدر العبادي مع الجنرال المسؤول عن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لويد اوستن.
ونقل مكتب العبادي عن رئيس الوزراء قوله إن الدعم للعراق زاد في الأيام الأخيرة دون ذكر تفاصيل. كما أشار الى إحراز تقدم في "عملية تحشيد وتجنيد اهالي محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين لتحريرها من العصابات الارهابية" في إشارة الى المناطق الرئيسية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال العبيدي إن قوات الأمن العراقية بدأت عملية عسكرية اليوم الأحد لإخراج مقاتلي التنظيم المتطرف من بلدة البغدادي بمحافظة الأنبار، مضيفا أنه يعتقد أن انتصارا كبيرا سيتحقق في الساعات القليلة القادمة اذا واصلت القوات العراقية تقدمها المطرد.
وفي الأسبوع الماضي سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على معظم البغدادي مما هدد قاعدة جوية قريبة كان بها جنود من مشاة البحرية الأمريكية يدربون القوات العراقية.