أعرب القائد العام لـ"كتائب أبو عمارة" مهنا جفالة عن خيبة أمله من انشغال كبرى الفصائل المقاتلة في مدينة
حلب بما أسماه "رسم الحدود والمناطق"، والالتفات إلى النزاعات الداخلية على مناطق سيطرة النفوذ، بالتزامن مع ورود أنباء عن قيام قوات النظام بالحشد وبأعداد كبيرة في محيط منطقتي البريج وحندرات، شمال مدينة حلب.
وحمل جفالة فصائل كبرى عاملة في المدينة، لم يسمها، مسؤولية "الهدوء" وعدم مواصلة التقدم في الجبهات الشمالية لمدينة حلب، أسوة بما تحقق من تقدم للثوار في وقت سابق، مقابل تضعضع النظام وميليشياته.
وأوضح جفالة، في حديث لـ"عربي21"، أن هذه الفصائل تقوم بما يسمى بـ"استعراض القوة"، عبر نشرها حواجز عسكرية جديدة، "متناسية أن هناك عدوا متربصا، ويحشد بقوة، ويجلب الميليشيات لكي تقاتل إلى صفه من شتى أصقاع العالم"، معتبراً أن الشغل الشاغل لبعض هذه الفصائل في الوقت الحالي هو تحديد الجهة التي تسيطر على حلب.
ودعا جفالة فصائل الثوار، إلى التركيز على الأعمال العسكرية والأمنية في المناطق المحررة، والبحث عن قيادات تتمتع بالكفاءات العسكرية، ومواصلة التقدم الذي يزيد من حرج النظام، وفق تقديره.
ويأتي حديث جفالة رداً على الأنباء التي أوردتها عدة مصادر محلية عن قيام النظام بحشد قواته في محيط منطقتي البريج وحندرات، شمال مدينة حلب، وهي مناطق سبق أن سيطرت عليها قوات النظام لكن الثوار تمكنوا من استعادتها مؤخرا.
وفي سياق متصل، ذكرت عدة صفحات مقربة من النظام على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن قوات النظام استقدمت 80 مدرعة مع قاطرات ذخيرة من مدينة حمص "لإكمال الطوق على المسلحين" في حلب، وفك
الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في الريف الشمالي، معتبرة "أن رجال الله قد وصلوا لحسم معركة
حندرات"، وذلك في إشارة واضحة من هذه الصفحات إلى دور كبير لحزب الله اللبناني في قيادة المعارك.
بدوره، أكد الإعلامي خالد خطيب، المتواجد في المدينة، المعلومات التي تتحدث عن حشود لقوات النظام، لكنه أشار في المقابل إلى سهولة فصائل الثوار لعناصرها أيضاً عندما تستدعي الحاجة، "وبأعداد مطمئنة" حسب قوله.
واستبعد خطيب، في حديث لـ"عربي21"، قيام قوات النظام بهجوم كبير في مدينة حلب، على الأقل في الوقت الحالي، بسبب انشغالها بما يدور في جنوب البلاد، وفي محافظة درعا تحديداً.
يشار إلى أن جبهة حندرات ومناشر البريج تشهد اشتباكات يومية، يتخللها استخدام السلاح الثقيل، وسط غطاء ناري كثيف تؤمنه طائرات النظام التي لا تكاد تفارق سماء المنطقة.