نفى أهالي قضاء
حديثة في محافظة
الأنبار، قيام قوات
الجيش بتوزيع
المساعدات الإنسانية عليهم، ودعوا القائمين على وزارة الدفاع
العراقية، الكف عن استغلال معاناتهم إعلاميا، والعمل بشكل واقعي من أجل إيجاد حلول سريعة وعاجلة لمعاناتهم المتفاقمة بسبب الحصار المفروض عليهم.
وقال الناشط في مجال الإغاثة صهيب المحلاوي، إن قوات الجيش العراقي لم تقم بتوزيع أي مساعدات على سكان القضاء المحاصر، وإن جميع المحاولات الجارية الآن لتأمين المساعدات الإغاثية والإنسانية، يقوم بها نشطاء من المدنيين، بالتعاون مع شيوخ العشائر والمشايخ والأئمة.
وأضاف المحلاوي في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه سمع بالبيان الصحفي الذي نقلته وسائل الإعلام المحلية عن وزارة الدفاع، التي زعمت فيه أن قوات الفرقة السابعة في الجيش العراقي، قامت بتقديم مساعدات عاجلة للأهالي المحاصرين، الذين ردوا بتقديم شكرهم وامتنانهم لما يقدمه الجيش لهم.
الجيش والترويج لبيانات وأخبار كاذبة
واستنكر المحلاوي قيام مؤسسة مثل الجيش بترويج بيانات وأخبار كاذبة، لغرض تلميع صورتها أمام الرأي العام، والتغطية على عجزها عن فك الحصار، الذي يخضع له قضاء حديثة في غرب محافظة الأنبار، ودعا وزير الدفاع إلى توجيه القطاعات العسكرية لأداء واجباتها المنوطة بها، بدلاً من توزيع البيانات الصحفية المغلوطة على وسائل الإعلام.
وأوضح المحلاوي أن الأزمة الإنسانية مستمرة في قضاء حديثة، وأن الأهالي يعيشون حالة تقترب من المجاعة، في ظل غياب تام للمواد الغذائية، بعد استنفاد المخزون، الذي تم بيعه بأسعار تجاوزت المائة دولار لكيس الطحين من زنة 50 كيلو غرام، و150 دولار للكيس المماثل من مادة السكر.
مساعدات المرجعية الشيعية استولى عيها الأمن
فيما قلل مصدر في مجلس قضاء حديثة، من تأثير المساعدات التي أرسلتها المرجعية الشيعية في النجف إلى المنطقة المحاصرة، مبيناً أن اغلب هذه المواد استولى عليها عناصر في القوات الأمنية، وأن الأهالي لم يتسلموا أي شيء منها.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن قافلة المساعدات التي أرسلت من النجف تم وضعها في ساحة عامة، من أجل تصويرها بواسطة الطواقم الصحفية، التي أرسلت خصيصاً مع الشحنة الإغاثية، مستدركاً أن العناصر الأمنية استولت على هذه المواد بمجرد انتهاء المراسيم الإعلامية لها، رغم مناشدة رجال الدين ووجهاء العشائر بضرورة توزيع المواد بالتساوي بين السكان.
الجسر الجوي الوهمي
وتابع المصدر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الحكومة المركزية أعلنت أكثر من مرة عن جسر جوي لنقل المواد الإغاثية، إلى قضاء حديثة المحاصر، ولكن جميع هذه التصريحات كانت إعلامية فقط، ولم تصلهم حبة أرز واحدة بواسطة الأجهزة الحكومية.
وكشف المصدر عن نية مجلس قضاء حديثة إرسال قافلة من الشاحنات إلى منطقة 160 في غرب الرمادي، من أجل التزود بالمواد الإغاثية، وذلك لإنقاذ الأهالي قبل فوات الأوان، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ستكون بالتعاون بين السلطات المحلية في القضاء والسكان، ولا دخل للحكومة المركزية أو الجيش بها.
بيان رسمي لوزارة الدفاع
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت في بيان تلقت "عربي 21" نسخة منه، أن "قوات الجيش العراقي البطلة المتمثلة بقيادة الفرقة السابعة، قامت بتوزيع المساعدات الإنسانية على المواطنين من أهالي حديثة، الذين فقدوا منازلهم جراء الأعمال الإجرامية، التي قامت بها عصابات داعش الإرهابية ضدهم".
وأضاف البيان "أن أهالي حديثة عبروا عن شكرهم وامتنانهم، لما يقدمه الجيش من تضحيات في معركته ضد عصابات داعش ولما يقوم به من دور إنساني في مساعدتهم"، بحسب البيان.
ويفرض مقاتلو تنظيم الدولة الحصار بشكل كامل على قضاء حديثة، وذلك بعد سيطرتهم على المناطق المجاورة، مثل مناطق عنه، وهيت، وراوة، والقائم، فضلاً عن الطريق الرابط بين القضاء ومدينة بيجي في محافظة صلاح الدين، وتقتصر حركة الوصول إلى حديثة على الطيران العسكري، الذي يستخدم قاعدة البغدادي القريبة في نقل المواد الغذائية والتجهيزات لقوات الجيش فقط.