اعتبر عدد من المحللين السياسيين والعسكريين الأردنيين بأن مشاركة بلادهم في الحرب البرية ضد
الدولة الإسلامية ستكون "محدودة".
وكان جون آلن منسق
التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية قد أعلن في تصريحات للوكالة الأردنية الرسمية مساء الأحد بأن هجوما على الأرض سيبدأ ضد الدولة الإسلامية قريبا.
وأشار آلن إلى أن "قوات التحالف تجهز 12 لواء عراقيا تدريبا وتسليحا تمهيدا لحملة برية واسعة ضد داعش"، مبينا أنه سيتوجه إلى دول شرق آسيا لتوسيع التحالف الدولي "الذي يضم اليوم 62 دولة"، نافيا أن يكون هناك تغيير في استراتيجية التحالف، بقوله: "استراتيجيتنا واضحة، وهي قائمة على هزيمة داعش".
بدوره، قال المحلل العسكري الأردني فايز الدويري: "ليقل جون آلن ما يقول، فأنا غير متفائل بحديثه، ولا آخذه على محمل الجد، لأن الأعلى منه مستوى (لم يذكر أسماءهم) حددوا الاستراتيجية العسكرية المتمثلة بالقضاء على داعش في العراق، وتحديد قدراته في سوريا، والبعد الإنساني، وتدريب قوات في المنطقة للمواجهة".
وأضاف الدويري أن "الجيش العراقي كان مبنيا على الطائفية وقرب أهل الولاء على الكفاءة، ونحن أمام مرحلة طويلة شاقة لبناء قوة عراقية قادرة على القتال، والأمريكيون وضعوا جدولا زمنيا للتدريب ثلاث سنوات، لتدريب 15 ألف جندي من المعارضة السورية، فكيف بـ 12 لواء، إذن نحن أمام أطار زمني فضفاض، والمنطقة تسير نحو الهاوية، والأمريكي ينظر في سياق مصلحته الاستراتيجية".
وعن الدور الأردني بين الدويري: "سيكون من خلال استخدام سلاح الجو وتنفيذ عمليات جراحية انتقائية مؤطرة زمانا ومكانا في حال توفر هدف دسم".
أما المحلل العسكري مأمون أبو نوار اللواء المتقاعد والطيار الحربي المقاتل، فقد أشار إلى أن "المشاركة الأردنية في القوات البرية ستكون مقتصرة على عمليات رد سريعة من قوات منتخبة لتنفيذ عمليات محددة والعودة".
بينما أوضح عريب الرنتاوي، المحلل السياسي ومدير مركز القدس للدراسات السياسية، أن "الأردن لن يذهب منفردا وسيكون بغطاء عربي دولي كثيف، ولن يكون كبش فداء"، مشيرا: "أعتقد بأن دور الأردن سيكون مساندا بالقدر الذي يتطلب، وأعتقد أنه سيكون هناك وحدات كوماندز".
الخبير في العلاقات الدولية، والمتخصص في الدراسات المستقبلية، وليد عبد الحي، قال: "داعش ظاهرة عابرة وفي لحظاتها الأخيرة، بمعنى أنها لن تبقى بأي شكل من الأشكال، وجميع العوامل ليست في صالحها، رغم تعاطف البعض معها، فلقد بدأت بالتوسع، ثم توقف التوسع وانحسرت".
ومضى عبد الحي: "الجيش العراقي يزداد قوة، وهو ما سيؤدي على الأقل في 2015 إلى خسارة الساحة العراقية بالنسبة لداعش، كما بدأت ظواهر التمرد في دير الزور وغيرها".
ولفت عبد الحي إلى أن المشاركة الأردنية لن تكون بالقوات البرية بالمعنى الذي يراه البعض، وكلام
وليد المعلم بعدم السماح بدخول قوات برية لأراضيه فيه إيحاءات كثيرة، لأنه لا توجد قوات برية إلا قوات الأردن".
وقال وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري، الاثنين، إن بلاده ليست بحاجة لأي قوات برية لمحاربة "داعش"، وذلك رداً على ما تردد عن إمكانية بدء التحالف الدولي أو أطراف فيه بعمليات برية ضد التنظيم الذي يسيطر على مناطق في كل من سوريا والعراق.