أفاد مصدر مقرّب من حزب "نداء
تونس"؛ رفض الإفصاح عن هويته، لـ"عربي21" أنّه من غير المستبعد أن يتمّ ترشيح
الطيب البكوش؛ الأمين العام لحزب "
نداء تونس" لمنصب رئيس الحكومة القادمة بعد أن برز هذا الاتجاه بقوّة في اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب مساء السبت.
وأخذ هذا الخيار طابع الجدّية في اجتماع الهيئة التأسيسية الذي انطلق منذ صباح السبت ويتواصل حتّى إعداد هذا التقرير. ويبدو أنّ فكرة ترشيح أحد قياديي "نداء تونس" لتولّي رئاسة الحكومة باتت ممكنة جداً بعد أن كانت من شبه المستحيل بسبب "فيتو" الباجي قايد السبسي؛ رئيس البلاد المنتخب و"رئيس الظلّ" للحزب بعد استقالته منه.
• متاعب المرحلة القادمة
ويصر كل من الرئيس السبسي ومدير ديوانه الرئاسي رضا بلحاج ومستشاره محسن مرزوق ورئيس مجلس نوّاب الشعب محمد الناصر على أن يكون رئيس الحكومة المقبلة من خارج "النداء" للنأي بالحزب عن متاعب المرحلة القادمة؛ خاصة أمام "فيتو" حركة النهضة على شخصية البكّوش بسبب مواقفه الإقصائية.
ويرى هؤلاء أنّه من الضروري أن يؤكّد "نداء تونس" أنّه لا يريد الاستئثار بالحكم و"يتغوّل" كما اتهمه خصومه من قبل؛ وأن يكون رئيس الحكومة شخصية من خارج الحزب يُتقن فنّ التحاور مع جميع الأطراف السياسية.
لكنّ شقّا مقابلا داخل الهيئة التأسيسية والمكتب التنفيذي والكتلة النيابية للحزب؛ وهو بالأساس من اليسار والمستقلّين؛ يرى أنّ السلطة من حقّ "النداء" الذي تصدّر نتائج الانتخابات البرلمانية وفاز في الرئاسية.
• الشقّ اليساري في "النداء" يتحرّك
ويبدو أنّ موقف حزبي الاتحاد الوطني الحرّ (16 مقعدا) و"آفاق تونس" (8 مقاعد) اللذين دعّما قايد السبسي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 21 كانون الأوّل الماضي وينتظران المقابل؛ قد ألقى بثقله على مشاورات اختيار رأس السلطة التنفيذية.
فالتصريحات الأخيرة التي صدرت عن قياديي الحزبين دفعت باتجاه عدم اختيار شخصية من خارج "النداء" وفي مرتبة ثانية يكون رئيس الحكومة القادمة من أحد الحزبين الحليفين (الوطني الحر و"آفاق تونس").
ورغم أنّ كل التسريبات طيلة اليومين الأخيرين كانت تؤكّد أنّ وزير الدفاع في حكومة الترويكا، عبد الكريم الزبيدي؛ هو الشخصية التوافقية التي ستمسك بمقاليد الحكومة القادمة، إلّا أن اعتذاره عن تولّي هذا المنصب جعل الشقّ اليساري في الحزب (نداء تونس) يتحرّك خلال الساعات الأخيرة في كل الاتجاهات.
• "العصفور النادر"
وتعود أسباب رفض الزبيدي؛ بحسب التسريبات؛ إلى طرحه شرط اختيار فريقه الحكومي؛ وهو ما رفضه "النداء" الذي لم يعثر عن "العصفور النادر"؛ نعني رئيس حكومة توافقي يُطبّق برامج "نداء تونس" والأحزاب الداعمة له ولا يختار أغلب وزرائه.
وكشف مصدرنا أنّ النقاشات داخل اجتماع الهيئة التأسيسية انتهجت مسارين اثنين، أوّلها اختيار شخصية من خارج "النداء" وثانيها من داخله؛ لتستقرّ المداولات (تقريبا) على الطيب البكوش؛ القيادي الذي يمثّل الشقّ اليساري داخل حزب النداء.
ولفت مصدرنا إلى أنّ رفض مهدي جمعة؛ رئيس الحكومة الحالي؛ مواصلة تجربته في أعلى هرم السلطة التنفيذية خلال الخمس سنوات القادمة جعلت مسألة ترشيحه غير ممكنة.
• نوّاب "النداء" يطالبون بحقائب
من ناحية ثانية شدّد القيادي في "نداء تونس" مصطفى بن أحمد في تصريح لإذاعة موزاييك السبت "أن بعض نوّاب كتلة الحزب في مجلس نواب الشعب طالبوا بضرورة وجود نوّاب من الحزب في الحكومة القادمة"؛ معتبرا "أنّ أسماء عديدة في الحزب قادرة على تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة الجديدة".
ويرأس مجلس نوّاب الشعب محمد الناصر؛ القيادي في حزب "نداء تونس"؛ الذي فاز بـ 86 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 26 تشرين الأوّل الماضي؛ كما يتولّى الباجي قايد السبسي؛ رئيس "النداء" المستقيل؛ رئاسة البلاد عقب فوزه في انتخابات 21 كانون الأوّل الماضي أمام محمد منصف المرزوقي؛ الرئيس المنتهية ولايته.