جذب
الفيلم الكوميدي "
المقابلة" (ذا أنترفيو)، الذي يتحدث عن مؤامرة وهمية لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، وأثار غضب بيونغ يانغ، أعداداً كبيرة من المشاهدين إلى دور السينما، لأنه أصبح "رمزاً لحرية التعبير".
وأثارت شركة "سوني بيكتشرز" استياء هوليوود، عندما أعلنت الأسبوع الماضي تخليها عن عرض الفيلم، إثر تعرضها لقرصنة معلوماتية، وتلقيها تهديدات.
لكن الدعم الكبير لعرض الفيلم حتى من البيت الأبيض، أدى إلى عرضه في نهاية المطاف في دور السينما.
وأخذت أكثر من 300 من دور السينما المبادرة بعرض الفيلم، مع تأكيد عدد من المشاهدين أن ما دفعهم إلى القدوم هو "الدفاع عن حرية التعبير".
وقال أدولفو لوستالوت، وهو ينتظر دوره لشراء البطاقة أمام أحد دور السينما في لوس أنجلوس إنه "فيلم مثير للجدل، لذا أريد أن أشاهده. أعتقد أن التشديد على الحرية في الولايات المتحدة أمر خطير".
وأعلنت شركة "سوني بيكتشرز"، الأربعاء الماضي، أن الفيلم سيتوفر على الإنترنت، وسيعرض في مئتي صالة للعرض السينمائي في الولايات المتحدة، في حين كان من المقرر أصلاً عرضه في 2500 صالة، رغم التهديدات التي وجهها قراصنة إنترنت.
وحضر نجم الفيلم روغن ومساعد المخرج إيفان غولدبرغ عرض الفيلم في أحد دور السينما في لوس أنجلوس بعد منتصف الليل، وشكرا المشاهدين ودور السينما التي تعرض الفيلم.
وقال روغان لحشد من المشاهدين: "اعتقدنا أن هذا لن يحدث مطلقاً"، بحسب ما ظهر في تسجيل على موقع "يوتيوب".
ورأى ممثلون ومخرجون أن الامتناع عن عرض الفيلم مساس خطير بحرية التعبير، وانتصار للإرهاب.
واتهمت واشنطن
كوريا الشمالية بأنها وراء الهجوم الإلكتروني على شركة "سوني"، وهدد الرئيس باراك أوباما بالرد.
وفي الأوساط السياسية أدان عدد من البرلمانيين بينهم جون ماكين، قرار "سوني"، بينما عبّر الرئيس الأمريكي عن أسفه "للخطأ" الذي ارتكبته الشركة.
وتنفي كوريا الشمالية أي صلة لها بهذا الهجوم الإلكتروني، الذي كشف أيضاً معلومات شخصية عن 47 ألف موظف ومتعامل مع "سوني بيكتشرز"، لكنها أشادت به وبمنفذيه.
وأدى الهجوم الذي كشفت عنه "سوني" في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر إلى شلل النظام المعلوماتي للشركة، وترافق مع عرض على الإنترنت لخمسة أفلام تنتجها الشركة، بعضها لم يعرض على السينما بعد، والكشف عن البيانات الشخصية لـ47 ألف موظف ووثائق سرية، مثل سيناريو فيلم "جيمس بوند" الجديد، ومجموعة من الرسائل الإلكترونية، التي شكّلت إحراجاً كبيراً لمسؤولي الشركة.