مع اقتراب موعد بدء العلاج بجهاز القوات المسلحة لمرضى فيروسي سي والإيدز، بنهاية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أعلن أحد أعضاء اللجنة المشرفة على الجهاز، أنه لن يتم إعلان العمل رسميا به قبل أيار/ مايو عام 2015، في حين رفع أحد مؤسسي حركة "تمرد" دعوى قضائية تطالب بمحاكمة مبتكر الجهاز.
فقد أعلن الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، وعضو اللجنة المشرفة على الجهاز، أنه سيتم تأجيل اعتماد الجهاز وظهوره للنور لاستخدامه في العلاج ستة أشهر أخرى أي في أيار/ مايو 2015، وذلك على حد قوله للتأكد من النتائج العلمية لهذا الجهاز بعد تجربته على العديد من المرضى.
وهذا هو التأجيل الثاني لبدء العمل بالجهاز، إذ تم الإعلان عنه منذ ما يقرب من عام وسط ضجة إعلامية كبيرة، إذ صرح مسئول من الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، أن الجهاز سوف يتم الإعلان عنه رسميا، وتواجده في المستشفيات بنهاية شهر حزيران/ يونيو 2014، لكن مع حلول ذلك الموعد لم يتم استخدام الجهاز.
وفى مؤتمر صحفي ثان، أعلن أعضاء اللجنة المشرفة على الجهاز أن الجهاز سيتم تأجيله ستة أشهر أخرى أي حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2014، ومع اقتراب هذا الموعد بدأ إعلاميون وناشطون حملة واسعة لتذكير الناس به.
من جانبه، قال الناظر: "بمناسبة ما يُثار هذه الأيام من تساؤلات حول علاج القوات المسلحة لفيروس سي فإنني أود أن اذكر الجميع بأنه في 29 يونيو الماضي عقدت إدارة الخدمات الطبية مؤتمرا حضره أعضاء اللجنة الطبية التي شكلها وزير الدفاع لتقييم نتائج العلاج التي تضم أساتذة الكبد من أعضاء اللجنة القومية للكبد، وهم بالمناسبة المسؤولون عن دخول علاج سوفالدي إلى
مصر، وبدء مشروع علاج المرضي المصريين به".
وأضاف الناظر، في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "في هذا المؤتمر أعلنت ممثلة اللجنة وعميدة كلية طب قصر العيني السابقة الدكتورة مديحة خطاب أن اللجنة ارتأت استمرار تجربة علاج القوات المسلحة ستة أشهر أخري تنتهي في آخر ديسمبر الحالي، وبعدها يتم عرض النتائج على اللجنة العلمية، ولا يتم عرضها إعلاميا، ثم يلي ذلك -طبقا لقرار اللجنة- متابعة وتقييم للمرضى الذين خضعوا للعلاج ستة أشهر أخرى تنتهي آخر مايو 2015، وبعدها بإذن الله تعلن النتائج النهائية من قبل اللجنة وإدارة الخدمات الطبية".
مطالب بمحاكمة عبدالعاطي
في سياق متصل، طالب محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، القوات المسلحة بإحالة اللواء طبيب إبراهيم عبد العاطي، مخترع جهاز علاج فيروس سي والإيدز، للمحاكمة العسكرية.
وقال عبد العزيز، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أعتقد أنه على القوات المسلحة كمؤسسة وطنية تحترم الشعب أن تبادر وتحيل
اللواء عبد العاطي إلى المحاكمة العسكرية".
وأضاف: "الصمت أكثر من ذلك يضر بصورة المؤسسة، وهذا ما لا نريده"، على حد قوله.
النشطاء يسخرون
من جهتهم، تلقى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ تأجيل طرح الجيش لجهاز العلاج 6 أشهر أخرى بالسخرية، ففي الوقت الذي طلب فيه بعضهم من الجيش أن يُصارح المصريين بحقيقة الجهاز، وأنه "أكذوبة"؛ قال آخرون إن الجيش يصر على أن يتلاعب بأحلام المرضى، كما يصر على أن يواصل هذه الخدعة.
وقال محمد السيد: "كل من قام بالنصب والضحك على الشعب المصري يجب أن يحاكم، سواء عبد العاطي أو رئيس الهيئة الهندسية أو الإدارة الطبية".
وتساءل محمد محمد: "وماذا عن رئيس الهيئة الهندسية الذى استضاف عبدالعاطي وتبناه وتاجر به؟ وماذا عن د. أحمد مؤنس طبيب الكبد الذى أعلن أنهم جربوا الجهاز فى جنوب إفريقيا على الشمبانزي؟ وماذا عمن افتتح وتبنى هذا المشروع نفسه؟".
وقال الصحفي أبو بكر أبوالمجد: "الجيش أعلن تأجيل ظهور
جهاز الكفتة بتاع عبدالعاطي 6 أشهر كمان.. يظهر إن اللحمة جملي".
وكان الإعلامي الساخر باسم يوسف، قد علق على الأمر قائلا: "في انتظارك يا غالي". وقام بنشر مقطع فيديو لبرنامج ''البرنامج'' قائلا: ''في انتظارك يا غالي.. تذكروا الإعلاميين والأطباء والمسؤولين اللي روجوا للعلاج''.