أعلن البابا
تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه يؤيد الإفراج عن (الرئيس المخلوع) حسني مبارك، نظرا لوضعه الصحي، بعد أن قضى أربع سنوات في السجن، وبسبب عمره، وحسن ما فعله خلال فترة ولايته، وفق وصفه.
وقال في حوار مع صحيفة "ألموندو" الإسبانية الثلاثاء، ونشرت الصحف
المصرية مقتطفات مترجمة منه الأربعاء: "إن الأقباط نعموا خلال ثلاثة عقود من
حكم مبارك بالسلام، ولم يتعرضوا للتمييز خلال عهده..
وتابع: "بينما شعر المجتمع المصري بحالة من التفرقة والتمييز على أسس عقائدية وعرقية خلال عهد مرسي، وتعرض المجتمع لحالة من الغليان، ورفض المواطنون النظام الديني"، بحسب قوله.
ووصف السنوات الأخيرة لنظامي مبارك ومرسي، بأنها كانت سنوات مظلمة بسبب قضايا الفساد، قائلا إن السنوات الأخيرة لمبارك ونظام مرسي، كانت عصورا مظلمة بسبب قضايا الفساد، ولكن الآن فلدينا دستور جديد، ورئيس جديد، ورؤية جديدة، وفي خلال عامين أو ثلاثة ستكون مصر تغيرت للأفضل"، على حد زعمه.
وحول رأيه عن عودة الإخوان للحياة العامة، قال البابا: "الإخوان سيكون لهم مكان في الحياة العامة المصرية، حينما يتوقفون عن ممارسة العنف، وإرساء مفاهيم الإرهاب بين أفكار أنصارهم، ومهاجمة المجتمع المصري"، على حد قوله، مشددا على ضرورة اعتذارهم عن الضرر الذي سببوه للمصريين!
واستدرك بالقول: "من الصعب بالنسبة لهم قبول هذه الشروط".
وردا على سؤال حول مدى استعداده لإجراء محادثات مع قادة "الإخوان"، قال: "عندما يقبل المجتمع المصري اعتذارهم سنفكر في هذا، وذلك يعتمد على الإرادة الشعبية، لكن في رأيي أنه احتمال بعيد جدا".
مؤامرة لطرد مسيحيي الشرق الأوسط
وأضاف البابا تواضروس في حواره أنه قلق جدا حيال الأوضاع التي يمر بها المسيحيون في دول الربيع العربي، مضيفًا أن ما شهدته تلك الدول خلال السنوات الأربع الأخيرة، لم يكن ربيعا بل كان خريفا.
وقال: "أنا قلق جدا مما يحدث في المنطقة بعد ما يُسمى بالربيع العربي، فنتائج الأحداث محزنة جدا في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لكنّ الوضع في كل بلد مختلف".
وأضاف: "الربيع هو موسم جميل مع الزهور والخضرة وصوت الطيور والسلام والمحبة، لكن ما شاهدناه خلال السنوات
الأربع ليس ربيعا، ولكن خريف".
وزعم وجود مؤامرة لطرد مسيحيي الشرق الأوسط، برغم امتلاكهم أماكن للعبادة، وأديرة قديمة، على حد قوله.
وأضاف: "جمال هذه المنطقة يكمن في اشتمالها على المسلمين والمسيحيين واليهود، وهجرة المسيحيين يمكن أن تكون خطيرة على الاستقرار الإقليمي، لأن الأمر سيقتصر على المسلمين واليهود، وكلاهما لن يتقبل الآخر، وفي هذه الحالة ستبدأ حرب عالمية جديدة".
وطالب المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهد لإبقاء المسيحيين في أوطانهم، مؤكدا أن العالم بحاجة إلى التنسيق والعمل لوقف العنف، وزيادة الضغط على الجماعات الإرهابية، وأنه يجب على القادة السياسيين والجانب الديني والثقافي والتعليمي تحقيق الوحدة، وإنقاذ العراق من الدمار والإرهاب، على حد قوله.
ليس من الحكمة التطرق لحادث ماسبيرو
وردا علي سؤال حول "داعش" التي أعلنت الخلافة في سوريا والعراق، وأَجبَر أعضاؤها مئات المسيحيين على ترك أماكنهم، قال تواضروس: "أنا لست رجلا سياسيا، ولكن أعتقد أن بعض البلدان الغربية تحاول تنفيذ خطة معينة لتقسيم الشرق الأوسط، وهذا لحماية إسرائيل".
وأشار إلى أنه "في العراق وليبيا تطبق نفس الاستراتيجية التي شهدناها من قبل في السودان، ولذلك فإن جماعات العنف مثل داعش هي مؤامرة من الغرب".
وحول حادث ماسبيرو، الذي وقع إبان حكم المجلس العسكري في أواخر عام 2011، وشهد مقتل 28 قبطيا، شدد تواضروس على أنه ليس من الحكمة التطرق الآن للحادث، مضيفا أنه لا يعلم -بالتحديد- من المسؤول عن الحادث، لأنه حدث قبل تعيينه في منصب البابا.
وأضاف: "نحن نسعى إلى الحقيقة، لكن في الوقت المناسب"، زاعما -في الوقت نفسه- أن حادث الاعتداء على الكاتدرائية، تم طبخه من قبل نظام مرسي، وأنه لا يعتقد أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالي، الذي كان يشغل المنصب نفسه وقت الحادث، مسؤول شخصيا عن هذا الهجوم، مضيفا أنه "وزير جيد".
الداخلية" تتسلم "الكنائس"
إلى ذلك، فرضت وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الكنائس بمختلف المحافظات.
وقال وكيل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية القمص سرجيوس -في تصريحات صحفية الأربعاء- إنه سيتم تسليم الكنائس لوزارة الداخلية لتأمينها ثلاثة أيام، مشيرا إلى أنه لا يسمح لأي شخص بحضور الاحتفالات في الكاتدرائية إلا بعد حصوله على دعوة أو تصريح من إدارة العلاقات العامة والإعلام بالكاتدرائية.
وأضاف أن البابا تواضروس سيترأس "احتفالات أعياد الميلاد"، بحضور العديد من كبار المسؤولين، مشيرا إلى أن الكاتدرائية سترسل في غضون الأيام القليلة المقبلة دعوات لكبار قيادات الدولة، وفي مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وبعض الشخصيات العامة وكبار السياسيين.
ويُذكر أنه في عهد الرئيس مرسي لم ترسل الكنيسة أية دعوات للحضور، وتم الاكتفاء بأن المسؤول، وحتى رئيس الدولة نفسه، أو أي شخص يريد الحضور، عليه إرسال طلب مسبق للكنيسة للحضور، وبعدها كان يتم إرسال الدعوات للحضور!
وحول تأمين الكنائس أيضا، قال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية -في تصريحات صحفية الأربعاء- إن إجراءاتها ستكون مثل إجراءات كل عام، وإنها ستخضع من الخارج لتأمين قوات الشرطة، ومن الداخل ستكون هناك لجان من الكنيسة تضم الشباب والخدام من أجل التنظيم، وفق قوله.