أدى اللواء "خالد فوزي"
الرئيس الجديد لجهاز
المخابرات العامة
المصرية اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحد، ليكون الرئيس العشرين للمخابرات المصرية منذ تأسيسها عام 1954.
وكان السيسي قد أصدر أمس السبت قرارا مفاجئا بإقالة اللواء محمد فريد التهامي من رئاسة المخابرات وإحالته للتقاعد ومنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديراً لجهوده، وعين "فوزي" بدلا منه، فمن هو رئيس المخابرات العامة الجديد؟
يبلغ "خالد فوزي" من العمر 57 عاما، وتخرج في الكلية الحربية عام 1978، ليلتحق بجهاز المخابرات العامة عام 1982، ثم تدرج في المناصب داخل هيئة الأمن القومي - وهي من الهيئات الهامة داخل المخابرات العامة ومنوط بها كشف قضايا التجسس وحماية الأمن الداخلي - حتى أصبح رئيسا لها ومساعدا لرئيس المخابرات العامة عام 2013.
يُعدّ "فوزي" الرجل الثاني في المخابرات بعد اللواء "محمد رأفت شحاتة" الرئيس الأسبق للجهاز الذي تمت إقالته في تموز/ يوليو 2013 وتعيين اللواء "فريد التهامي" خلفا له، في تجاوز واضح لـ "فوزي" الذي كان يتوقع ترقيته لمنصب رئيس المخابرات.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن "فوزي" كان وراء كل قضايا التجسس التي تم ضبطها عقب ثورة يناير، ومن أهمها قضية الجاسوس الإسرائيلي "إيلان جرابيل" الذي تم القبض عليه في ميدان التحرير.
وأكد وكيل المخابرات العامة الأسبق، اللواء "مجاهد الزيات"، - في تصريحات صحفية - أن فوزي يعرف عنه كفاءته وقدرته على إدارة جهاز المخابرات، حيث حصل على نوط الخدمة الطويلة تقديرا لعطائه طوال فترة خدمته.
وقال نائب مدير المخابرات الحربية الأسبق، اللواء "نصر سالم"، إن
تعيين "فوزي" في منصب رئيس المخابرات العامة يأتي بهدف تجديد الدماء فى جهاز المخابرات العامة، ولكي يتم تحديث بعض الملفات الهامة.
من جهته قال الضابط الأسبق في المخابرات العامة اللواء "سامح سيف اليزل" إن اللواء "خالد فوزي" من أكفأ الضباط فى الجهاز، وله إنجازات كبيرة من بينها تفكيك العديد من شبكات التجسس خلال الفترة الأخيرة والقبض على جميع أعضائها.
وأثنى سيف اليزل - في تصريحات تلفزيونية - على اللواء "فوزي" قائلا إنه بذل جهدا كبيرا في تطوير هيئة الأمن القومي التي كان يترأسها.
ملفات متعددة
ومن المتوقع أن يتولى "فوزي" إدارة عدد من الملفات الهامة، حيث برز - خلال السنوات العشر الأخيرة - دور المخابرات العامة في العلاقات المصرية الخارجية، وأصبحت تدير بشكل شبه كامل علاقات مصر بالفصائل الفلسطينية وإيران وأفريقيا، فضلا عن مشاركتها في باقي الملفات مثل العلاقات مع الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
ويلعب جهاز المخابرات العامة دورًا محوريا فى القضية الفلسطينية والمصالحة بين حركتي حماس وفتح، فضلا عن تدخله في كل مرة تقوم فيها إسرائيل بشن عدوان على قطاع غزة، كما كان راعيا لاتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011.
يشار إلى أن المخابرات العامة المصرية تأسست عام 1954 بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث كلف زكريا محيي الدين بإنشائها، ثم تعاقب على رئاستها خلال الستين عاما الماضية كل من علي صبري وصلاح نصر وأمين هويدى ومحمد حافظ إسماعيل وأحمد كامل وأحمد إسماعيل علي وأحمد عبد السلام توفيق وكمال حسن علي ومحمد سعيد الماحي ومحمد فؤاد نصار ورفعت جبريل وأمين نمر وعمر نجم ونور الدين عفيفي وعمر سليمان ومراد موافي ومحمد رأفت شحاتة ومحمد فريد التهامي، وأخيرا خالد فوزي.
قلق إسرائيلي؟
وعلقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية على تعيين خالد فوزي رئيسا للمخابرات المصرية بقولها إن الأنظار في تل أبيب سترقب عن كثب تغيير رئيس الجهاز الأمني الأكبر والأخطر في مصر الذي يتولى التنسيق مع الدولة العبرية لسنوات طويلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنصيب فوزي أثار القلق في إسرائيل، حيث جاء مباشرة بعد بيان التصالح بين مصر وقطر المعروفة بدعمها لحركة "حماس، موضحة أن التهامي كان شديد العداء لجماعة الإخوان المسلمين وفرعها في قطاع غزة "حماس".
وشككت فيما أعلنته القاهرة من أن الظروف الصحية هي السبب الحقيقي في الإطاحة بالتهامي، الذي قالت إنه كان همزة الوصل بين مصر وإسرائيل في الفترة الأخيرة، ونقلت عن خبراء إسرائيليين ترجيحهم أن تكون قطر وراء هذه الخطوة مقابل تغيير السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة تجاه مصر.
وتساءلت الصحيفة العبرية: "هل كانت إقالة التهامي جزءًا من صفقة بين مصر والسعودية لتلطيف الأجواء مع قطر وفتح صفحة جديدة بينهما؟".