كشفت صحيفة "
معاريف" العبرية أن العدد الحقيقي لمصابي
جيش الاحتلال في العدوان على غزة وصل إلى 1620 جنديا، وسردت شهادات لأول مرة تظهر شراسة المحاربين الفلسطينيين خلال المعركة.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الثلاثاء إن المجتمع
الإسرائيلي كان ينظر للجنود المصابين في غزة من مبدأ "المهم أنهم أحياء"، إلا أن معاناة الجنود الجرحى بدَّدت هذه المقولات، خصوصا مع بقاء الكثيرين منهم في طور العلاج التأهيلي حتى اليوم، ومنهم من تسببت المقاومة بفقدانه القدرة على المشي.
وكشفت الصحيفة أيضًا عن اعتراف جيش الاحتلال بإعاقة 500 من جنوده، جراء إصابتهم في العدوان على القطاع، في حين تبلغ ميزانية شعبة التأهيل في جيش الاحتلال 3.3 مليار شيكل سنويا (ما يقارب الـ850 مليون دولار).
ونقلت الصحيفة شهادة من أحد الجنود الذين اشتركوا في المعركة البرية في القطاع ويدعى "ليؤور يلين" من كيبوتس "بئيري" شرقي القطاع، وهو نجل رئيس مجلس مستوطنات أشكول "حاييم يلين"، الذي أصيب بعدة طلقات في رجليه على يد مجموعة من حركة المقاومة الفلسطينية (
حماس) في إحدى أقوى اشتباكات العدوان، ولا زالت إحداها في رجله اليسرى.
وتحدث يلين عن الاشتباك الذي خاضته مجموعته مع مقاتلين من حماس شرقي الشجاعية في ال 22 من تموز/ يوليو قائلا "تعدّ هذه المنطقة من أكثر المناطق ازدحاما وتوجد فيها مقرات قيادية لحماس، وقد استمر القتال قرابة خمس ساعات، تلقينا فيها الكثير الكثير من النيران عبر عشرات المقاومين، حاولوا خلالها مفاجأتنا طوال الوقت، وفي المرحلة الأخيرة عندما حاولنا صد هجوم من الأنفاق أصابتني صلية كلاشنكوف من المباني المرتفعة القريبة". ونتيجة لتلك الصلية أصيب يلين برجليه بشكل مباشر، ومن شظايا دخلت في يده ووجهه، وتم نقله على عجل وفي حالة متوسطة إلى مستشفى "سوروكا" ببئر السبع لتلقي العلاج.
كما نقلت الصحيفة شهادة جندي آخر ويدعى "شاؤول حنوني" من العفّولة، الذي قال لنفسه قبل خروجه للعدوان إن هذا العدوان سيكون الأخير الذي يشترك فيه ويتطوع للاحتياط، ولكنه أصيب بجراح خطيرة بعد سقوط قذيفة هاون على رؤوس الجنود في أحد أماكن تجمعهم قرب كيبوتس " بئيري"، وقتل أيضاً في تلك العملية أربعة جنود، في حين أجريت له عمليات جراحية على مدار الأشهر الماضية، قبل أن يتمكن من العودة إلى البيت.
كما نقلت الصحيفة شهادة الجندي المصاب "سرحين البرنت"، الذي قال إن ما جرى معه من أصعب التجارب البشرية التي مر بها إنسان، فقد أصيب بجراح عندما كان يحاول إنقاذ قائد فصيل في الكتيبة 202 من لواء المظليين وعدد من الجنود بعد انهيار حائط عليهم شرقي خانيونس في ال27 من أيلول الماضي.
وأضاف البرنت وجسده يرتجف أن "مهمتنا كانت البحث عن أسلحة في أحد الأحياء، وقمنا بتطهير عدد من المنازل، وفي البيت الأخير فجروا بنا عبوة ناسفة كانت مثبتة على إحدى الجدران، ودُفِنت مجموعتي كاملة، بما فيهم قائد الفصيل تحت ذلك الجدار، وكنا على بعد 15 مترا من تلك القوة، وبدأنا بإنقاذهم تحت وابل من إطلاق النار التي شملت قذائف ال RPG والقنابل اليدوية والسلاح الرشاش"، مشيرا إلى تمكنهم من سحب سبعة جنود من تحت الجدار، الذين عانوا من إصابات مختلفة، ولكنه عندما قام بإنقاذ قائده تلقى طلقة من داخل أحد الأنفاق القريبة وأصيب بجراح طفيفة.