تزايدت نبرة
السخرية والتهكم والنقد اللاذع الموجه لعبدالفتاح
السيسي في
الصحف المصرية المؤيدة له، مع اكتمال ستة شهور له الاثنين في
حكم البلاد، إذ تولى الحكم في الثامن من حزيران/ يونيو الماضي، حتى صدرت إحداها بعنوان: "اشرب يا رومانسي"، في حين قال كاتب مشهور: "إن الجنراليسمو صار آيلا للسقوط"، وتساءل ثالث: هل يرى السيسي أنه محصن من الثورة والعزل والخلع؟
فقد صدرت صحيفة "الموجز"، الأسبوعية، المعروفة بعدائها للإخوان والداعمة للانقلاب، الاثنين، "بمانشيت مع صورة السيسي يقول: "اشرب يا رومانسي".. الوحش الرأسمالي يأكل دولتك يا سيسي".
وقال ياسر بركات رئيس تحرير الصحيفة، الذي كان من أشد مؤيدي السيسي، مخاطبا إياه: "أن يقتحم بعض الصبية والمراهقين استاد القاهرة الدولي يوم مباراة الأهلي فهذا معناه أن دولتك رخوة يا سيادة الرئيس.. واسمح لي أن أقول لك إن الخطابات الرومانسية لن تصلح للمرحلة التي نعيشها، التي تؤكد أن وحوش الرومانسية يستعدون لهدم المعبد على رأسك ورأسنا".
وأضاف بركات: "انظر حولك يا سيادة الرئيس لترى جيوشا من أباطرة الفساد والرأسمالية يتصدرون المشهد، ويخرجون لسانهم للشعب.. إن دولة مبارك برجالها الذين توحشوا أصبحوا أكبر خطر يهدد شعبيتك، وينذر بكارثة، ففي كل مكان أصبح وحوش المال يسيطرون على العصابات ويحركونها".
وتساءل الكاتب: "ماذا تريد يا سيادة الرئيس لتوقف تلك المهازل؟ هل يعجز مستشاروك والمقربون منك عن تقديم ملفات الفاسدين؟ ماذا تريد لتحاكم عشرات من رموز عصر مبارك الذين أصبحوا رموزا لعصرك؟ ماذا تريد؟ وماذا تنتظر؟
واختتم مقاله بالقول: "لقد حان الوقت للبدء في إجراءات مكافحة الفساد التي أخرت القيادة السياسية فتحها، حتى تثبيت أركان الدولة"، على حد تعبيره.
"الجنراليسمو" صار آيلا للسقوط
في سياق متصل، تصدر صحيفة "المشهد" الأسبوعية الصادرة بتاريخ الثلاثاء 9 كانون الأول/ ديسمبر 2014 مقالا لرئيس تحرير تقرير التنمية العربي الدكتور نادر فرجاني بعنون: "الجنراليسمو صار آيلا للسقوط"، موضحا أن هذا اللقب يستخدم بالإسبانية والإيطالية لصف رتبة عسكرية تعلو على رتبتي الجنرال وجنرال الميدان، وأن قائمة من أطلق عليهم بما لا يخلو من استهزاء تضم فرانشيسكو فرانكو (إسبانيا)، وجوزيف ستالين (روسيا)، وكيم إيل سونج (كوريا الشمالية).
ومتهكما قال: "إن الخبرة العملية للجنراليسمو عبفتاح ومناط قوته قد انحصرت في التجسس، وحياكة المؤامرات".
وأضاف فرجاني أن السحر يوشك أن ينقلب على السحر، وأن قاعدة الحكم بدأت تتفسخ من الداخل، بينما المعارضة تتعاظم، وأنه إذا ركز الجيش على محاربة المتظاهرين فمن سيحارب الإرهاب الذي يستشري، وأن ما قاله السيسي من أن نزول الجيش يعني رجوع مصر للوراء 30 إلى 40 سنة صدق حرفيا.
وتابع: "آن الأوان لأن يدعو الجنراليسمو إلى انتخابات رئاسية مبكرة كما كان هو نفسه يدعو سابقه في المنصب قبل قيادة الانقلاب الذي عزله لإقامة الولاية لحكم المؤسسة العسكرية أو المخابرات الحربية تحديدا، على الرغم من إنكار القصد الخبيث بقوة في البداية، للتعمية والخداع مرة أخرى".
واختتم مقاله بالقول: "الفارق الوحيد بين الحالتين هو أن المطالبة تحل هنا فقط بعد ستة شهور من توليه رسميا، إذ يبدو أن مصر بعد الثورة الشعبية العظيمة في يناير 2011 لم يعد يعيش لها رئيس مستبد أطول من عام. ونعم التعود، فلا يبقى في السلطة ليكمل مدته الرئاسية إلا من يرضى عنه الشعب، ويرضى عليه من ثم، الله العظيم".
هل يرى السيسي أنه محصن من الثورة؟
من جهته، تساءل محمد الباز رئيس تحرير مجلة "البوابة" في عددها الأسبوعي الأول الصادر الاثنين: "قبل أن ينام السيسي بساعة.. ماذا تقول لشعبك غدا؟ متابعا: هل يحاسب السيسي نفسه قبل أن ينام؟
وأضاف الباز، وكثيرا ما تغزل في السيسي من قبل: "هل يفكر السيسي في اليوم الذي سيترك فيه السلطة.. أتساءل عن الخروج الطبيعي.. هل تطمئن نفسه بأن الشعب لن يثور مرة أخرى؟ هل يقول مثلا إن ما جرى مع مبارك، ومرسي، لا يمكن أن يجري معه لأنه أعقل منهما؟ فلو ثار المصريون عليه فسيرحل فورا.. هل يرى أنه محصن من الثورة والعزل والخلع؟
واختتم الباز مقاله قائلا: "أعتقد أن هذه أسئلة مهمة لابد أن تكون أمام السيسي طوال الوقت، لا يفارقها، ولا تفارقه.. وإذا أراد أن يخرج منها سالما.. فعليه أن يكون سؤاله الدائم: ماذا تقول لشعبك غدا؟
6 شهور من البطء
وتحت عنوان: "6 شهور" قال ياسر رزق، الصحفي المقرب من السيسي، في مقاله بجريدة الأخبار الاثنين: "اليوم يكمل الرئيس عبدالفتاح السيسي 6 شهور في حكم البلاد.. أحسب أن أول القائلين بأنه كان لابد أن نحقق أكثر مما حققناه في الشهور الستة الماضية، هو الرئيس السيسي نفسه!
ودعا رزق السيسي إلى النظر في أفكار أو مقترحات، قد تعاونه في سرعة إنجاز مشروعه الوطني الذى يقوم على فتح كل الملفات معا، وتنفيذ المشروعات الكبرى بالتوازي، ومنها: إنشاء مجلس للتخطيط الاستراتيجي يتبع رئاسة الجمهورية، يضع الاستراتيجيات العامة، وينسق بين الاستراتيجيات الفرعية، ويتابع خطط التنفيذ وفق البرامج الزمنية، ويعرضها على الرئيس أولا بأول.
كما دعاه إلى إنشاء مجلس تنفيذي للإنتاج، يتابع شؤون الزراعة والصناعة وغيرهما من القطاعات الإنتاجية، ومجلس تنفيذي للخدمات يتابع شئون الصحة والتعليم والإسكان والنقل، مشيرا إلى أنه سبق الأخذ بفكرة المجلسين في الخمسينيات، وحققت نجاحا باهرا.
واختتم مقاله بالقول: "ربما تختصر فكرة المجالس والمفوضين مساحة كبيرة من الوقت الذي يضطر الرئيس لإنفاقه على دقائق تفاصيل، يجب أن يتولاها غيره".