بعد إعلان وزير الدفاع
العراقي خالد العبيدي عن إصابة زعيم تنظيم
الدولة الإسلامية" أبو بكر
البغدادي ومقتل مساعده فاضل الحيالي المعروف بـ"
أبو مسلم التركماني"، حيث تم تداول اسم الأخير كثيرا في وسائل الاعلام، وبالرغم أنه لا تأكيدات حتى اللحظة حول مصير البغدادي ونائبه التركماني، إلا أنه كان حريا معرفة تفاصيل حياة الرجل الثاني للتنظيم في العراق.
أبو مسلم التركماني، هو من مواليد قضاء تلعفر الواقع غرب الموصل، واسمه الحقيقي "فاضل عبد الله أحمد الحيالي"، وهو ضابط سابق في الحرس الجمهوري وكان على وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن الأحداث التي حصلت بعد 2003 ودخول القوات الأمريكية إلى العراق حالت دون ذلك.
ويصف مقربون من التركماني أنه كان من أكثر الضباط ولاءً للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأنه رجل حرب وله ثقافة عسكرية واسعة، إلا أن فكر التركماني بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال، حيث بدأ يميل الى الفكر السلفي، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني.
اعتقل التركماني من قبل الأمريكيين وأودع سجن بوكا الشهير. واستمر اعتقاله لفترة طويلة، إلا أنه خرج من السجن خلال فترة ولاية نوري المالكي، حيث يذكر من كانوا معه في السجن أنه كان كثير المشاكل وعدائيا لا يقبل الحوار ويستخدم الضرب من أجل فرض رأيه، حسب قولهم.
فقد روى خضر سالم المعروف بـ"أبو أسماء"، وهو كان معتقلا مع التركماني في بوكا، في حديث خاص لـ"عربي21"أن أبا مسلم كانت لديه مجموعة في السجن تقوم بضرب المخالفين لفكرها، وهو ما كان آنذاك فكر تنظيم القاعدة.
ويشير مقربون رفضوا الكشف عن هوياتهم، في حديث لـ"عربي21"، أن فترة خروج التركماني من معتقل بوكا تزامنت مع مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" آنذاك أبو عمر البغدادي ونائبه أبو حمزة المهاجر، حيث حدثت مشكلة في البنية القيادية في ذلك الوقت، ما دعا الشخصية المثيرة للجدل "حجي بكر"، ومن خلال علاقته بالبيلاوي والتركماني، إلى ترتيب الصف القيادي مرة أخرى. وعلى إثر ذلك عُيّن أبو مسلم التركماني نائبا لأبي بكر لبغدادي.
وأكد أبو ودق الأنصاري، وهو أحد قيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" في الموصل سابقا، أن التركماني عمل على إدخال التركمان وخصوصا المتواجدين في تلعفر، إلى التنظيم، وإعطائهم مناصب قيادية. وأضاف الأنصاري في حديث خاص لـ"عربي21" أنه اضطر للخروج من التنظيم بسبب ما أسماهم "الأعافرة" (نسبة إلى تلعفر)، حيث يقول إنهم قاموا بعدة مخالفات شرعية، وأنه حاول إيصالها للبغدادي، لكنه لم يستطع بسبب السلطة القوية التي يمتلكها التركماني.
من جهته، قال لنا مصدر مقرب من التنظيم طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الذي يقود العمليات العسكرية في التنظيم هو التركماني وليس البغدادي. وقال المصدر أيضا إن التركماني كان عنصر جذب لاستقطاب المقاتلين من القومية التركمانية، وأكد أن التركماني، من خلال علاقاته بأشخاص من داخل تركيا، استطاع تجنيد 800 مقاتل تركي دخلوا العراق عن طريق سوريا، مشيرا إلى أنه سمع من إحدى قيادات التنظيم الكبار أن التركماني أقنع البغدادي بعدم فتح جبهة مع تركيا، واستدل خلال اجتماعهم بحديث نبوي "اتركوا الترك ما تركوكم". ولم يتسن التأكد من صحة ما ذكره هذا المصدر.
ويشير المصدر إلى أن سطوة المقاتلين من القومية التركمانية، وخصوصا القادمين من تلعفر، تظهر من خلال تزعمهم الكثير من المناصب القيادية في الموصل على سبيل المثال، بالإضافة إلى استحواذهم بشكل مطلق على الكثير من بيوت المسيحيين والأيزيديين التي تمت مصادرتها من قبلهم في الموصل.
ومن الجدير بالذكر أن العديد من السكان المحليين في الموصل يؤكدون ومن خلال مراجعتهم لكثير من الدوائر الرسمية التي يديرها التنظيم، كدائرة العقارات والحسبة، أن هناك نفوذا لتركمان تلعفر بشكل كبير في تلك الدوائر.