"دراجات هوائية برتقالية.. دراجات نارية قديمة زرقاء اللون.. سلاسل بشرية.. مناطيد صغيرة تحلق في السماء"، تلك نماذج من أشكال الدعاية للمرشحين للانتخابات التشريعية في مدينة صفاقس (جنوبا)، ثاني أكبر مدن
تونس، التي لم يعتد المواطن التونسي رؤيتها في مناطق أخرى من البلاد، وجذبت انتباهه لطرافتها.
حزب التيار الديمقراطي (وسطي)، استعان بدراجات هوائية (رمز قائمتهم الانتخابية)، تحمل نفس ألوان الأزياء التي يرتدونها، (اللون البرتقالي)، وقاموا بجولات داخل عدد من مناطق مدينة صفاقس، وهو ما استحسنه الأهالي وجذب اهتمامهم.
كما أن عدد من
الأحزاب اعتمدت طريقة "باب باب" وأبرزها
حركة النهضة ونداء تونس، وتتمثل في تواصل الممثلين عن هذه الأحزاب مع المواطنين عبر القيام بزيارات للمنازل داخل الأحياء والأزقة والاستماع مباشرة إلى مطالبهم ومشاكلهم.
واستعانت أحزاب أخرى بطرق دعائية مختلفة، كاعتماد سلسلة من السيارات تحمل نفس الشعارات وتجوب مختلف الشوارع، وهذه وسيلة شائعة في كافة أنحاء تونس، إلا أنه في صفاقس لم يقتصر اعتماد طريقة السلسلة على السيارات فقط، حيث وظفت حركة النهضة هذه الطريقة أيضا من خلال "سلسلة بشرية" أحاطت بكامل سور المدينة العتيقة بصفاقس، في حركة رمزية لفتت الأنظار، وتهدف حسب الكاتب العام لحزب "حركة النهضة" بصفاقس، الحبيب إدريس، إلى" تسليط الضوء على أهمية الجبهة وعراقتها والدعوة إلى إدراج مدينتها العتيقة ضمن قائمة التراث العالمي، إضافة إلى تدعيم اختيار صفاقس كعاصمة للثقافة العربية لسنة 2016".
ورصدت طريقة دعائية جديدة اعتمدتها القائمة المستقلة ''صوت صفاقس'' تمثلت في استعمال دراجات نارية قديمة، وهو رمز القائمة في الحملة الانتخابية.
وقال رئيس قائمة "صوت صفاقس"، شكري يعيش، إن'' اعتماد الدراجات النارية الزرقاء القديمة له رمزية كبيرة، حيث ارتبط هذا النوع من الدراجات المتواجدة بكثافة كبيرة بالمدينة باسم المحافظة حتى أن جمهور النادي الرياضي الصفاقسي (نادي المدينة) نسج أغان خصصت لفريقه ذكرت فيها الدراجات النارية الزرقاء".
وفي افتتاح حملتها الانتخابية بمحافظة صفاقس، وكذلك خلال الاجتماع الشعبي الذي نظمته الأسبوع الماضي بالمسرح الصيفي، سيدي منصور، بصفاقس، أطلقت النهضة عددا من المناطيد صغيرة الشكل في السماء فاق عددها في كل مرة عشرين منطاد.
وبخصوص هذه الأشكال الدعائية الجديدة، قال المحلل السياسي التونسي، الحبيب بوعجيلة، إن "الهدف من وراء هذه الأشكال الجديدة هو التأثير النفسي في المستقبل، ومع تشابه البرامج الانتخابية، تعمد القوائم إلى جلب الانتباه بأشكال مختلفة، ولكن هذه الأشكال الجديدة في الدعاية لم تغني أبدا عن اعتماد عدد من الأحزاب على الأشكال الكلاسيكية القديمة".
وتعتبر صفاقس، بعد العاصمة تونس، ثاني أكبر مدينة تونسية من حيث عدد السكان الذي تجاوز مليون نسمة، حسب احصائيات رسمية حديثة.
ويتم التراهن في مدينة صفاقس على 16 مقعدا من إجمالي 217 مقعدا للبرلمان المقبل، منها 7 مقاعد في دائرة صفاقس 1 و9 مقاعد في دائرة صفاقس 2.
وتنتهي، الجمعة، رسميا الحملة الانتخابية لكافة القوائم المرشحة، على أن تجري عملية الاقتراع الأحد، ويسبقه يوم صمت انتخابي السبت.