أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "
حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أن "حماس" ليس أمامها خيار إلا خوض جميع الانتخابات المقبلة، سواء البرلمانية أو النقابية أو الاجتماعية في فلسطين.
وقال -في حوار مع صحيفة "
الشروق"
المصرية الصادرة الاثنين- إن "حماس" سيكون من الصعب عليها أن تطرح مرشحا رئاسيا من بينها، ولكن "أظن أنها ربما تتوافق على مرشح توافقي"، على حد تعبيره.
وكشف عن أن "إسرائيل بعد كل هذا القصف" وهذه الحرب، "لم تنل إلا أقل من 7% من قدرات حماس العسكرية".
وحول تكوين جيش شعبي في غزة، قال: "هناك اتفاقيات ملزمة للسلطة الفلسطينية بعدم تشكيل جيش، وما أثير بشأن قصة الجيش الشعبي ليس حقيقة، فهو وصف قاله البعض، وتم الترويج له، ولكن يوجد شيء اسمه فصائل مقاومة، فلا يوجد جيش شعبي أو جيش للسلطة، ولكن يوجد مقاومة شعبية".
وعن العلاقة بالإخوان المسلمين بمصر، قال: "لا توجد أي علاقة أو اتصال بيننا وبينهم في الوقت الراهن".
وتساءل: "لا أنفي أن حماس إخوان بل أؤكد ذلك، ولكن هل الانتماء الإخواني ضد الانتماء للحفاظ على الأمن القومي المصري؟!".
وأجاب: "أنا لا أعتبر أن انتمائي الأيديولوجي فيه أي خلاف مع الأمن القومي المصري، لأن من انتمائي العقائدي الحفاظ على الأمن القومي المصري".
وتابع: "مسألة اتهامنا بالتخابر عجيبة، فهم من كانوا يتعاملون معنا إخواننا -في إشارة لجهاز المخابرات المصري- الذين نتعامل معهم الآن، وهم أنفسهم الموجودون حاليا الذين كانوا يتصلون بنا، ونتصل بهم".
ووصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الأنفاق بأنها "آلية غير قانونية"، مستدركا: "لكنها وسيلة فرضتها الظروف السياسية"، مشيرا إلى أن الحركة ألغت الهيئة المختصة بإدارتها لطمأنة القاهرة.
وقال: "لا أستبعد عمليات خطف مستقبلية أو غير ذلك للإفراج عن الأسرى الموجودين فى السجون الإسرائيلية"، مشيرا إلى أنه عندما طالب رئيس المخابرات الفلسطينية الجانب الإسرائيلي بالإفراج عن الأسرى، قال له: "ليس عندكم شاليط آخر"، بمعنى أنه يقول: "ليس عندكم أوراق ضغط لأعطيكم الأسرى"، وفق قوله.
وأشار إلى أنه في ظل الاتفاق الجديد يمكن العمل بالأنفاق، "لأنه لا يوجد أي نص يمنعني. الأمر الآخر أن المبادرة المصرية ربطت فتح المعابر باستقرار الحالة الأمنية، وهذه نقطة أيضا لم تكن موجودة في اتفاقية سابقة، وفي حال الموافقة على هذا البند معناه عدم فتح المعابر مطلقا، بمعنى أدق أني سأكون وقعت على غلق المعابر رسميا للأبد بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، لأنه لا يوجد على الإطلاق استقرار للحالة الأمنية"، وفق قوله.
وحول حقيقة تصريحاته بإمكان التفاوض المباشر مع "إسرائيل"، قال: "التصريح ليس معناه أن الحركة لها رغبة بالذهاب للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ولكن قلت إن التفاوض المباشر هو تقدير سياسي، وليس تقديرا شرعيا، وتقديرنا السياسي حتى اللحظة أن التفاوض غير المباشر أجدى لنا من التفاوض المباشر، لأن الأخير يضعنا تحت ضغوط في اللحظة الراهنة".
وتابع بأن "التصريح كان رسالة لا أكثر".
وحول ما نشر في صحف ومواقع من أن الوسيط المصري ضغط على الفلسطينيين (في العدوان الإسرائيلي الأخير) بشأن نزع سلاح المقاومة، قال: "بالعكس.. فالوزير (رئيس المخابرات) قال للجانب الإسرائيلي: هل استطاعت أمريكا أن تنزع سلاح طالبان حتى تطالبوا أنتم بنزع سلاح حماس؟".
وحول وجود اتهامات مصرية تم ترجمتها في قضايا جنائية ضد "حماس"، قال: "حديثنا مع قيادات المخابرات العامة المصرية أكثر موضوعية، فهم لم يطرحوا خلال اللقاءات كثيرا من القضايا التي تتحدث عنها الصحافة المصرية".
وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم القبض على فلسطيني واحد في ظل الحديث عن عدد هائل من الاتهامات، وأنه لا يوجد معتقل فلسطيني واحد من قطاع غزة موجود في مصر.
وحول طبيعة العلاقة بين حماس ومصر في الوقت الراهن، قال: "الوضع الآن أفضل كثيرا مما سبق، وفي طريقه للتحسن، وسنشهد خلال الفترة المقبلة مؤشرات على صعيد التحسن".
وشدد على أن أمن سيناء مصلحة فلسطينية 100% لأنه لا يوجد منفذ آخر لقطاع غزة سوى مصر، وبالتالي فإنه عندما تكون سيناء مضطربة أو غير آمنة فأول المتضررين من ذلك هم الغزاويون، بحسب قوله.
وحول نظرة حماس إلى جماعة "أنصار بيت المقدس"، قال: "كل الجماعات التي تستخدم العنف الداخلي من أجل الوصول لأهداف سياسية نحن ضدها في المطلق، ولم نؤيدها في أي دولة من الدول".
وعن داعش، قال: "للأسف.. الأمريكان هم من دافعوا عنا في هذه الجزئية، وقالوا إن حماس لا تشبه داعش، ثم إن داعش بالأساس تكفر حماس".
وأضاف: "عليك فقط أن تنظر إلى بداية داعش في سوريا، ومن كانت تحارب؟ ووقتها ستعرف من الذى أنتجها".
وحول شكل العلاقة بالسعودية والإمارات، قال: "هناك سوء تفاهم مع السعودية، ليس بسبب أحداث الربيع العربي، ولكن بسبب نميمة سياسية كبرى، أنتجت سوءا في العلاقة، ونسعى لتجاوزها".
ونفى صحة تورط موظفين إماراتيين فى نقل معلومات استخبارية لـ"إسرائيل" خلال العدوان الأخير. وقال إن "القصة كلها مفبركة، واستندت إلى أن ملابس الهلال الأحمر الإماراتي تشبه الملابس العسكرية، والعكس هو الصحيح، إذ إن الإمارات قدمت إلى فلسطين الكثير من المساعدات".