يفترش المئات من السوريين العالقين على الحدود السورية الأردنية العراء في معبر الرويشد لفترات زمنية متفاوتة تمتد بين الأيام والأسابيع منتظرين السماح لهم بالدخول للأردن، وذلك بعد أن يكونوا قد قطعوا مناطق خطرة تتعرض بشكل يومي للقصف من قبل قوات النظام.
ويعد معبر الرويشد الحدودي مع الأردن المنفذ الوحيد المتبقي أمام
اللاجئين السوريين للدخول للأردن، وذلك بعد منع السلطات الأردنية دخول السوريين وإغلاق كافة المعابر منذ أكثر من عام، حيث يقع في منطقة قريبة من مناطق نفوذ النظام السوري في محافظة السويداء، ما يشكل خطرا كبيرا على اللاجئين الذين يقطعون أيضا عشرات الكيلومترات في سبيل الوصول للمعبر في أراض خطرة وذات طبيعة جغرافية وعرة.
ويقول ناشط من درعا يدعى أبو جعفر لـ"عربي21"، إن الطريق الذي يقطعه اللاجئون للوصول للمعبر خطيرا جدا ويتعرض بشكل يومي للقصف من قبل قوات النظام نظرا لكونه طريقا لا يمكن للنظام إقامة دوريات عليه، وكل من يريد المرور عليه يجب عليه العبور على استراد السويداء الذي يعد اخطر النقاط التي تتجول فيها قوات النظام.
وأشار أبو جعفر، إلى المعاناة التي يشيعها السوريون إثناء انتظارهم للدخول للأردن، قائلا: "لا نعلم ما هي المعايير والتدابير التي تتخذها السلطات الأردنية لدخول اللاجئين، حيث يفترشون أرض
الصحراء بالقرب من الساتر الحدودي الأردني في ظل ظروف طبيعة قاسية من برد قارص ليلا وحرارة في النهار، والتي لا تقيهم منها بعض الخيام الصغيرة التي ينامون تحتها".
وأوضح أبو جعفر أن ما يتم تقديمه للاجئين على الحدود لا يتجاوز بعض وجبات الطعام البسيطة ومياه الشرب التي لا تكفي معظم العائلات، حيث وصل عدد العائلات العالقة هناك التي تنتظر السماح للدخول 600 عائلة.
واتهم عدد من اللاجئين الدرك الأردني بالقيام بممارسات غير مسؤولة مثل استخدام اللاجئين كعمال لديهم إجبارهم على أعمال لا ينبغي القيام بها بحسب عبد الله الذي مرّ بتلك الظروف وقال إن: "النقطة الأولى بعد الرويشد هي ثكنة عسكرية أردنية، ويقوم الدرك فيها بتشغيل السوريين إما بالطينة أو الحفر وماشابه ذلك".
ورغم كل هذه الظروف السيئة المحيطة باللجوء عبر الرويشد والمعروفة من قبل السوريين، فإنها تبقى الحل الوحيد للكثير من العوائل التي تقطعت بهم السبل بعد تدمير منازلهم وانعدام أسباب البقاء بالنسبة لهم في
سوريا.