قال الكاتب
الإسرائيلي أليعيزر مروم إن العملية الأخيرة لحزب الله في مزارع شبعا ترمي إلى خدمة
إيران لإخراجها من عزلتها.
وأشار مروم بمقالته في صحيفة معاريف الأربعاء إلى أن إسرائيل "ملزمة بالرد بقوة لاستعادة الردع ومنع
التصعيد واللجوء لرد قاس وغير متوازن سيعيد الردع ويمنع الاستنزاف أو خروج الوضع عن السيطرة والانتقال لمواجهة موسعة لا يرغب فيها أي من الأطراف".
بدوره رأى الكاتب يوسي يهوشع بأنه إذا كان هناك ضباط في الجيش الإسرائيلي "يعتقدون بأن الردع الذي ساد منذ حرب
لبنان الثانية لا يزال قائما، فإن ما حصل في شبعا يثبت بأن هذه النظرية انهارت وأن الردع مات".
وأضاف يهوشع بمقالته في صحيفة يديعوت أن "الأمين العام لحزب الله يواصل تصميم قواعد اللعب على الحدود الشمالية، ويطرح علامة استفهام كبرى على القول الذي أطلقه رئيس الأركان بيني غانتس عشية يوم الغفران والذي قال فيه إن
حزب الله يفهم ثمن الحرب، وهو مردوع".
ولفت إلى أن التوقيت والمكان الذي زرعت فيها العبوات "ليسا مصادفة، فبالضبط أمس كانت الذكرى الـ 14 سنة لاختطاف الجنود الإسرائيليين الثلاثة في هار دوف (شبعا)".
وشدد على أنه "محظور دفن الرأس في الرمال" مشيرا إلى أن حزب الله "لا يلعب، بل يقرر على الأرض قواعد
قتال جديدة ويدور الحديث فقط عن مسألة وقت إلى أن يشتعل دخان الوقود إلى حرب تقع أغلب الظن في جبهتين: سوريا، حيث يغرق حزب الله حتى الرقبة، ولبنان حيث يسيطر بيد عليا".
من جانبه أشار الكاتب الإسرائيلي يوسي مليمان إلى أن لحزب الله حسابا مفتوحا مع إسرائيل التي يتهمها بتصفية كبير المنظمة حسن لقيس، الذي كان مسؤولا عن تطوير الوسائل الخاصة في كانون الأول 2013 قرب منزله في بيروت. وإسرائيل، كما ينسب لها، هاجمت في شباط 2014 مخزنا وقافلة سلاح على الأراضي اللبنانية.
وأوضح مليمان بمقاله في صحيفة معاريف أن حزب الله، كما يرى نفسه كـ"حامي الأمة اللبنانية، قرر من الآن فصاعدا تغيير نهجه. وهو يرد على كل ما يعتقد أنه مس إسرائيلي بسيادة لبنان أو خرق لقواعد اللعبة، ولا يرد فقط بل ويتبنى المسؤولية أيضا".
ولفت إلى أن حزب الله "غارق عميقا حتى الرقبة في الحرب الأهلية في سوريا، حيث بعث بنحو 5 آلاف من أصل 30 ألفا من رجاله. وتنتقل المعركة من سوريا إلى لبنان. وفي الجبهتين يتكبد حزب الله خسائر فادحة، ولكنه لم يفقد ثقته بقدرته العسكرية. فبمعونة سلاحه الحديث، ولا سيما المخزون الهائل من نحو 100 ألف صاروخ، يؤمن حزب الله بأن بوسعه أن يتحدى إسرائيل بل وأن يقف في مواجهتها لفترة طويلة واستنزافها".
أما المحلل العسكري أليكس فيشمان فقال إن أحدا من الأطراف اللاعبة لا يريد إشعال الحدود سواء اللبنانيين أو إسرائيل وقلق حزب الله يعود لتقدم جبهة النصرة في البقاع نحو بعلبك حيث أشارت إحدى التقارير إلى مقتل نحو 120 عنصرا من الحزب في الأسابيع الأخيرة.
وقال فيشمان بمقالته في صحيفة يديعوت الأربعاء إنه مثلما حصل في الحرب الأخيرة على غزة فإن "فقدان السيطرة على الأحداث يجري أحيانا بسرعة قذيفة واحدة أو عبوة واحدة أكثر مما ينبغي، ومن شأننا أن نكون في فيلم آخر".