بعد ساعات من بدء تطبيق وقف
إطلاق النار على الأرض في قطاع
غزة، بدأت تطفو على السطح احتجاجات لدى أوساط
إسرائيلية على الاتفاق الذي يرى البعض أنه "لم يحقق النصر الذي أرادته إسرائيل".
واعتبر بن كسبيت، المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" أنه لا مبرر لادعاء النصر، وقال "لم يكن هناك نصر".
وفي حديثه مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، أضاف كسبيت "70 إسرائيلياً قتلوا، وجرح المئات، وكان هناك عدد من اتفاقيات وقف إطلاق النار، وأماكن سكنية مهجورة، وانهيار في قطاع السياحة، وأزمة اقتصادية، ومن ثم في نهاية الأمر فإن ما حصلنا عليه هو بعض الهدوء".
غير أن دان مرغليت، المحلل في صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خفف من وطأة الانتقاد، معتبراً أن الأخير "أخطأ بالسماح لعدد من الوزراء بعدم تحمل مسؤولياتهم ومن ثم الادعاء بأنهم لا يوافقوا على وقف إطلاق النار".
وأشار مرغليت من جهة أخرى، إلى أن "(وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه) يعالون و(رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بيني) غانتس، أحسنا صنعاً برفضهما توسيع العمليات البرية".
بدوره، رفض يتسحاق هرتسوغ ، زعيم المعارضة الإسرائيلية، المسارعة في إطلاق الأحكام، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي، "في الوقت الحالي فإن من المستحيل الحكم، ولكن إذا كان الترتيب الحالي لا يؤدي إلى سلام في الجنوب فعندها من الممكن القول أن عملية الجرف الصامد كانت فاشلة".
من جهته، أعلن رئيس اللجنة التنفيذية لحزب "الليكود" الحاكم، داني دانون، عقد اجتماع للمركز قريباً، وقال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة اليوم "رغم الثمن الباهظ فإننا لم نهزم
حماس. لقد سببت سياسة التجاوز والتردد ضرراً لقدرة الردع الإسرائيلية، والجولة القادمة هي مسألة وقت فقط".
غير أن أوفير جندلمان، المتحدث باسم نتنياهو، وأفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، انشغلا منذ يوم الثلاثاء، بالحديث عن "نصر حققته إسرائيل في الحرب".
وقال جندلمان "حماس فشلت في تحقيق صورة النصر التي سعت إليها.. القبة الحديدية اعترضت الصواريخ، والأنفاق دُمّرت، والطائرات من دون طيار أُسقطت".
وأضاف في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "حماس معزولة دولياً وعربياً وفلسطينياً. هي لم تحقق أية إنجازات منذ بدء العملية قبل 50 يوماً وخسرت الكثير من ترسانة الصواريخ، والأنفاق، والتصنيع، والقادة".
أما أدرعي فقال" تحتفل حماس بنصر مزعوم بعد أن دمرت شعبها ولم تحقق أي شيء باستثناء تخريب القطاع، وتدمير أسلحتها، وتحويل سكانه إلى لاجئين".
وأضاف في تغريدات على (تويتر)"حماس تخرج من المعركة في حالة ضعف وإرباك بغض النظر عن شعارات قادتها التلفزيونية".
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم الثلاثاء، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل فلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية.
وفور دخول الهدنة حيز التنفيذ في السابعة مساء بالتوقيت المحلي لفلسطين وإسرائيل الثلاثاء، خرج السكان في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى الشوارع مهللين مكبرين، احتفالاً بما أسموه "النصر" في الحرب الإسرائيلية.
وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن استشهاد 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب احصاءات فلسطينية رسمية.
في المقابل، قتل في هذه الحرب 65 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان (غير حكوميين) إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب.