أجمعت النخب الصهيونية على أنه على الرغم من تكثيف جيش الاحتلال غاراته بشكل غير مسبوق على قطاع
غزة، فإن "
إسرائيل" باتت عاجزة عن بلورة مخرج لإنهاء الحرب التي تهدد فرص بدء العام الدراسي الجديد في الكيان الصهيوني.
وقال الصحافي يوسي ميلمان، المختص بالشؤون الاستخبارية، إنه على الرغم من توظيف إسرائيل فائض القوى العسكرية الذي تتمتع به في مواجهة "
حماس" إلا أنها عاجزة عن إجبار الحركة على الموافقة على الشروع في مسار سياسي ينهي الحرب ولا يمس بمصالح تل أبيب.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" صباح الأحد، حذر ميلمان من أن المستوطنين في جنوب القطاع قد تحولوا إلى "رهائن" في أيدي حركة "حماس"، مشيراً إلى أن سلوك "حماس" لا يدلل على أنها "مردوعة"، حتى بعد أن تباهت القيادة الصهيونية باغتيال قيادات عسكرية بارزة في جناح "حماس" العسكري.
وفي ذات السياق، شن حجاي ميروم، القيادي السابق في حزب العمل اليساري هجوماً كاسحاً على القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية، متهماً إياها بالفشل في مواجهة "حماس".
في مقال نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون" الأحد، اتهم ميروم، الذي شغل في الماضي منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، كلاً من رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان بني غانز بـ "الجبن والعجز عن اتخاذ قرارات جريئة في مواجهة حماس".
وشدد ميروم على أن القيادتين العسكرية والسياسية في تل أبيب "تحاول أن تبيع الوهم بأنه بالإمكان تحقيق الأمن وجلب الهدوء عبر توجيه ضربات جوية لحماس"، مشدداً على أنه لا بديل عن القيام بحملة برية واسعة النطاق للتأثير على قدرة حماس على مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ.
من ناحيته قال بن كاسبيت، المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" إن نتنياهو يحاول "إغراء" حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار، مشدداً على أنه بدون استخدام قوة مفرطة وغير متناسبة لا يمكن حسم المواجهة مع الحركة.
وفي مقال نشرته الصحيفة، الأحد، أوضح كاسبيت على أن ما يفعله نتنياهو يتناقض مع كل ما جاء في كتبه ومقالاته عندما كان ممثلاً لإسرائيل في الأمم المتحدة وعندما كان زعيماً للمعارضة.
من ناحيته حذر يوسيه يهشوع المعلق السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" من أن عجز إسرائيل في مواجهة حماس سيغري أطرافا أخرى باستفزاز إسرائيل والتعدي عليها، محذراً من أن الجيش الصيهوني فقد "الجرأة والإبداع".
وفي مقال نشره موقع الصحيفة، الأحد، حذر من أن السلوك الإسرائيلي ينذر بحدوث تدهور على واقع الأمن القومي الإسرائيلي في المستقبل ولأمد بعيد.
من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر الأحد أن لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية دلائل تؤكد أن لدى حركة حماس معلومات استخبارية حول تحركات كبار قادة إسرائيل في منطقة جنوب الكيان الصهيوني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن ما يؤكد حصول الحركة على المعلومات الاستخبارية هو حقيقة أن الحركة تكثف إطلاق الصواريخ تحديداً في الوقت الذي يتواجد فيه قادة الجيش وكبار الوزراء في جولات داخل المستوطنات المحيطة بالقطاع.