حصلت "عربي21" على تفاصيل جديدة تكشف الأسباب التي دعت النظام لاستخدام الغازات الكيميائية السامة ببلدة
عتمان في
ريف درعا.
فقد قال الناشط حسين المصري من ريف درعا لـ "عربي21"، إن هجوم النظام السوري على قرية "عتمان" في درعا بالغازات السامة جاء بعد فشل النظام في اقتحام البلدة، وردا على عمليات الجيش الحر بتفجير مواقع ومقرات للنظام، وذلك ضمن عملية أطلق عليها اسم "سهام الليل"، والتي تكبد على إثرها النظام العديد من القتلى والجرحى.
وكان النظام السوري عاود استخدام
السلاح الكيميائي مجددا، ولكن هذه المرة على نطاق ضيق ومحدود في بلدة "عتمان" بالريف الغربي لدرعا، والتي تعد من أكثر الجبهات سخونة في المحافظة، وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لمجزرة الكيميائي التي نفذها النظام السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق العام الماضي.
وتابع المصري في تصريح خاص: "لا يوجد أي ضحايا جراء استخدام
الغازات السامة، واقتصر الأمر على 7 إصابات من عناصر الجيش الحر، حيث سقطت القذيفة التي تحوي الغاز السام في الغرفة التي كانوا متواجدين بها".
وأشار المصري، إلى أن الأعراض التي رافقت المصابين كانت ضيقا في التنفس والاختناق جراء تنشق الغاز، وسعالا قويا واحمرارا للعيون وسيلانا للدموع.
وحول مصدر القذائف التي تحمل الغاز السام، أوضح المصري، أن عناصر الجيش النظامي المتواجدين على خطوط الجبهة في "عتمان" هم مصدر القصف من خلال قذائف مدفعية، وكان عدد القذائف التي احتوت على الغازات السامة أربعة، وإحدى تلك القذائف سقطت في مكان تواجد عناصر الجيش الحر، ولوحظ بعدها مباشرة بدء أعراض الإصابة بالغازات السامة.
وعبر المصري عن مخاوفه من أن تكون قوات الجيش النظامي بصدد تجريب هذه القذائف التي تحوي الغاز السام، متسائلا: "هل هذا التأثير الصغير للقذائف عبارة عن اختبار لردود الفعل؟، وهل سيقوم النظام بتكرار الأمر بقوة اكبر في المرة القادمة؟".
من جهته، تحدث أبو محمد وهو قائد ميداني في الجيش الحر في "عتمان" عن الإجراءات الوقائية من السلاح الكيميائي، منوها إلى أنه في حال أي هجوم بالسلاح الكيميائي سنقوم بتوزيع الأقنعة الواقية الموجودة لدينا، وذلك على الرغم من قلة عددها الذي يبلغ العشرات فقط، حيث تم اغتنامها من مواقع عسكرية لجيش النظام وهي قريبة من المكان المستهدف بالسلاح الكيميائي.
وأضاف أبو محمد: "سنعاود من جديد نشر التوعية حول إجراءات السلامة العامة في مثل هذه الحالات، وذلك تحسبا لتكرار القصف بالسلاح الكيميائي، على اعتبار أن النظام السوري حصل فيما يبدو على موافقة دولية، ولن يوقفه عن بدء أي هجوم كيميائي جديد أي عائق".
وتزامن قصف الكيميائي على "عتمان" بريف درعا مع حملة أطلقها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي باسم "استنشاق الموت" في محاولة منهم لتذكير المجتمع الدولي بمجزرة الكيميائي التي حدثت في الغوطة الشرقية، وراح ضحيتها نحو ألف وخمسمائة قتيل و1000 مصاب.