أجمع معلقون صهاينة على أن هامش المناورة المتاح أمام رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين
نتنياهو في أعقاب انهيار الهدنة واستئناف إطلاق الصواريخ محدود جداً، مما يفرض عليه التخلي عن
مصر كوسيط، والبحث عن وسيط آخر.
ومما يمثل تحولاً لافتاً، فحتى كتاب ذوو توجهات يمينية باتوا يطالبون بالتخلي عن الدور المصري في الوساطة والبحث عن وسطاء آخرين، بهدف ضمان وقف إطلاق النار.
وقال الكاتب اليميني يئير فرجون إنه قد تبين "بؤس الرهان على الدور المصري، مصر لم توفر البضاعة المطلوبة منها"، مما يستدعي التوجه لوسيط آخر، مقترحاً أن يتم التوجه لقطر.
وفي مقال نشرته صباح اليوم الأربعاء صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية والمقربة من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو، شدد فرجون على أن العداء المستحكم بين مصر وحركة "حماس" يحول دون التوصل لاتفاق، مما يستدعي التوجه للدولة التي تحتفظ بتأثير على قيادة الحركة، وعرض خطة شاملة لوقف إطلاق النار.
من ناحيته دعا باراك رفيد، المعلق السياسي في صحيفة "هارتس" نتيناهو للمبادرة للتوجه للأمم المتحدة والطلب منها التدخل، معتبراً أن "
إسرائيل" ارتكبت خطأ فادحاً عندما اعتقدت أنه بالإمكان تمرير خطة "الهدوء مقابل الهدوء".
وفي مقال نشرته الصحيفة صباح الأربعاء، أوضح رفيد أن فشل المفاوضات في القاهرة كان متوقعاً، مشيراً إلى أن "أقصى ما يمكن أن يتنازل عنه نتنياهو لا يلبي أدنى ما يطالب به خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس".
وشدد رفيد على أن سياسة نتنياهو أدت عملياً إلى تعزيز حركة حماس الدولية وتكريس عزلة "إسرائيل"، علاوة على أنها مست برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يمثل الجناح المعتدل في الجانب الفلسطيني، مشدداً على أن نتنياهو سمح لحماس بأن تملي الأجندة السياسية للكيان الصهيوني.
وحث رفيد على محاولة الدفع نحو تمرير قرار في مجلس الأمن على غرار قرار 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006، مشيراً إلى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تفضي إلى عزلة حماس.
وأشار رفيد إلى أن "إسرائيل" بإمكانها الاعتماد على قرار وزراء الاتحاد الأوروبي الذي دعا إلى إعادة إعمار قطاع
غزة مقابل التوافق على تشكيل هيئة دولية لضمان منع تعاظم قوة حماس العسكرية.
من ناحيته علق تيشكو منشه، المعلق السياسي في الإذاعة العبرية، على اقتراح رفيد قائلاً إن فرص موافقة نتنياهو عليه ستكون متدنية، على اعتبار أن التدخل الأوروبي يعني في نفس الوقت الموافقة على استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
وفي تغريدة له على "تويتر" صباح الأربعاء، أوضح منشه أن نتنياهو لا يملك أغلبية في الحكومة لتمرير أي قرار قد يفضي لاستئناف المفاوضات على مستقبل الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، قالت كرميلا منشه المعلقة العسكرية في شبكة الإذاعة العبرية الثانية، صباح اليوم الأربعاء، إن جميع الخيارات العسكرية المتاحة أمام نتنياهو "بالغة الصعوبة"، مشيرة إلى أن نجاح حماس في جر الجيش الصهيوني لحرب استنزاف يعني بشكل واضح فشل الحرب على غزة في تحقيق أي من أهدافها.
وأشارت منشه إلى أن الخيار العسكري الوحيد المتبقى هو إعادة احتلال القطاع، وهو ما سيورط الكيان الصهيوني في المستنقع الغزي بشكل عميق، علاوة على أنه سيكون مرتبطا بسقوط مئات القتلى من جنود الاحتلال، فضلاً عن كلفته السياسية الباهظة، حيث سيتكون "إسرائيل" مسؤولة عن إغاثة سكان قطاع غزة.
من ناحيته قال إليعازر شوستر، أحد قادة المستوطنين في جنوب الكيان الصهيوني، إن السماح بحرب استنزاف يعني التشويش على بدء العام الدراسي الجديد، فضلاً عن تعطيل المرافق الاقتصادية بشكل غير مسبوق.
ورفض شوستر الدعوات الرافضة لإجراء المفاوضات مع حماس، مشدداً على أنه يتوجب خوض أي مسار من أجل ضمان تحقيق الأمن والهدوء.