أعلنت
الأمم المتحدة، الأربعاء، أنه لن يصدر أي قرار أو بيانات عن جلسة
الجمعية العامة (غير الرسمية) المنعقدة حاليا في مقر الأمم المتحدة بشأن
غزة.
وفي مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "لا أعتقد أن قرارات ستصدر عن هذه الجلسة، إنها جلسة غير رسمية، وبحسب علمي، لن يصدر عنها شيئا".
وخلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح اليوم، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون ببناء ماتم تدميره في غزة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع، متساءلأ إلي متي هذه الدورة من العنف؟!".
وأعرب عن أمله في أن يستمر وقف إطلاق النار الحالي، وأن تتم معالجة القضايا العالقة.
وقال: "بالطبع نحن نفهم الحق المشروع في الدفاع عن أمن المواطنين الإسرائيليين من تهديد الهجمات الصاروخية التي تشنها (حركة المقاومة الإسلامية) حماس. لكن في نفس الوقت، أثار القتالُ تساؤلات جدية حول احترام مبدأي التمييز والتناسب في القانون الإنساني الدولي".
وتابع بأنه "ربما لا شيء يرمز أكثر إلى الرعب الذي مورس على شعب غزة (أكثر من 1.8 مليون فلسطيني) من القصف المتكرر لمنشآت الأمم المتحدة التي تأوي المدنيين.. تلك الهجمات كانت مشينة، غير مقبولة وغير مبررة".
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة قصفت طائرات ومدفعية إسرائيلية عدة مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (
أونروا)، أو مناطق قريبة منها، كان بها نازحون فلسطينيون؛ ما أدى مقتل وجرح عشرات المدنيين الفلسطينيين، وهو ما لاقى انتقادات دولية واسعة.
ودعا الامين العام للأمم المتحدة إلى التحقيق بسرعة في الهجمات ضد مباني المنظمة الدولية، إلى جانب أفعال أخرى يشتبه بأن تكون انتهاكات للقانون الدولي.
وقال ممثل دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه "لا شيء يبرر القتل بما في ذلك المذابح وتشويه للأطفال والنساء والرجال، كما أن الحق في الدفاع عن النفس وفقا لميثاق الأمم المتحدة، لا يسمح بمثل هذه الوحشية".
وجدد منصور طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
في المقابل، قال رون بروسور، السفير الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، إن اسرئيل "تواجه عدوا لا يلتزم بأية قواعد أو أخلاق حيث تستخدم حركة حماس مرافق الأمم المتحدة لتخزين الأسلحة، كما تنقل الإرهابيين في سيارات الإسعاف وتطلق الصواريخ من المساجد والمدارس والمستشفيات".
وطالب السفير الإسرائيلي أعضاء الجمعية العامة بـ"الوقوف مع إسرائيل واتخاذ موقف حازم ضد الإرهاب قبل أن يفوت الأوان".
وتحدث في جلسة الجمعية العامة عبر الأقمار الاصطناعية من مصر، المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، قائلا: "وفقا للتقديرات الأولية، فإن الدمار الذي لحق بغزة هو أسوأ من حرب 2008، خاصة وأن عدد القتلى هو بالتأكيد أعلى بكثير، بما في ذلك على الجانب الإسرائيلي. واحتياجات غزة للخروج من هذه الفوضى هائلة".
وأعرب سيري عن ضرورة إنهاء الحصار على غزة، وتلبية احتياجات إسرائيل الأمنية المشروعة، وفتح المعابر القانونية في غزة.
ورأى أن الطريق لتحقيق هذا هو "إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة في ظل حكومة شرعية تتقيد بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية".
وبدأت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة هدنة في الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي (05:00 ت.غ) تستمر لمدة 72 ساعة، تنفيذا لمقترح مصري، ويجري الطرفان مباحثات غير مباشرة في القاهرة على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.