طالب قائد الجيش
اللبناني العماد جان قهوجي الثلاثاء فرنسا بتسريع تسليم الأسلحة التي من المقرر أن يحصل عليها بموجب هبة سعودية، في وقت يبذل رجال دين سنة مساع لوضع حد للمعارك التي تدور منذ السبت بين الجيش ومسلحين في شرق البلاد قرب الحدود السورية.
وانعكست المعارك في محيط بلدة
عرسال ذات الغالبية السنية، والتي أدت إلى مقتل 16 عسكريا وفقدان الاتصال مع 22 آخرين، توترا في مدينة طرابلس حيث قتلت طفلة وأصيب 11 شخصا بينهم سبعة جنود، في أعمال عنف وتبادل لإطلاق النار في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السوية.
وفي سياق متصل قال عضو في الوفد الذي يتولى التفاوض على وقف لإطلاق النار بين
الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في بلدة عرسال الحدودية، اليوم الثلاثاء، إن الوفد تسلم 3 من عناصر القوى الأمنية المحتجزين لدى المسلحين، وقام بتسليمهم إلى الجيش، فيما قال مصدر رسمي إن انسحاب المسلحين من البلدة سيبدأ بعد ساعتين.
وقال العضو الموجود في عرسال طالبا عدم الكشف عن اسمه، للأناضول: "تسلمنا 3 عناصر من القوى الأمنية الذين كانوا محتجزين لدى المسلحين في عرسال... ونقوم بتسليمهم إلى الجيش اللبناني".
من ناحيته، أفاد أحد أعضاء بلدية عرسال المشارك في عمليات الوساطة، بأنه "تم البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأوضح عضو البلدية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "انسحاب المسلحين من عرسال سيبدأ بعد ساعتين تقريبا من تسليم العناصر الأمنية الثلاثة".
وبحسب المعلومات المتداولة، تحتجز المجموعات المسلحة في عرسال ما بين 20 إلى 30 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بدء الاشتباكات يوم السبت الماضي. وظهر 20 منهم في فيديو بثه المسلحون على يوتيوب، في حين اعلن الجيش فقدان الاتصال مع 22 من عسكرييه على الأقل.
وكان عضو الوفد المفاوض نفسه كشف في وقت سابق الثلاثاء انه يجري العمل على مبادرة جديدة تتضمن اطلاق 3 من عناصر الجيش المحتجزين لدى المسلحين، مقابل امتناع الجيش عن تنفيذ "مداهمات انتقامية" وتشكيل لجنة من أهالي البلدة للتواصل وإدخال الفرق الطبية والمساعدات إليها.
وأوضح أنه تم اطلاق النار على الوفد، مساء أمس، من سلاح ناري، وأصيب نتيجة ذلك الشيخ سالم الرافعي (عضو هيئة العلماء المسلمين) بكسر في رجله ونبيل الحلبي رئيس "المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان-لايف" برأسه.
وأضاف أن الوفد ما يزال في عرسال حتى ظهر اليوم، وتجري اتصالات مع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي، بهدف الاتفاق على "بنود وقف اطلاق نار تتضمن تشكيل لجنة من أهالي عرسال ووجهائها تتولى التواصل مع الدولة وتمنع تنفيذ الجيش أي مداهمات انتقامية في البلدة".
ولفت عضو الوفد إلى أن ذلك "يترافق مع اطلاق سراح 3 عناصر من الجيش تحتجزهم المجموعات المسلحة في عرسال"، وتشكيل "لجنة سورية – لبنانية لتتولى أمر مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة".
وأشار إلى انه بعد ذلك "تدخل الفرق الطبية والمواد الإغاثية إلى البلدة" على أن يلي ذلك "انسحاب المسلحين واطلاق باقي المحتجزين من عناصر القوى الأمنية لدى المسلحين".
وتعرض موكب هيئة علماء المسلمين في لبنان مساء أمس لإطلاق نار خلال دخوله إلى بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية من أجل العمل على إرساء هدنة بين الجيش اللبناني ومسلحين في البلدة بعد 3 أيام على اندلاع اشتباكات مسلحة، مشيرا إلى وقوع إصابتين بين أعضائه.
من جهته، كان الحلبي تحدث قبل توجهه إلى عرسال مساء امس، مشيرا إلى أن عمليات الوساطة التي تقودها مؤسسته (لايف) مع هيئة علماء المسلمين نجحت في التوصل إلى اتفاق يشمل اطلاق سراح العسكريين وجعل عرسال "منطقة خالية" من المسلحين.
وكشف الحلبي ان توجه وفد التفاوض إلى عرسال يهدف للبدء بتنفيذ الاتفاقية، وهو الأمر الذي لم يحصل نتيجة استمرار الاشتباكات وتعرض وفد اللجنة ذاته لإطلاق النار.
وأضاف الاتفاق يشمل "وقف إطلاق النار ويليه إطلاق سراح العسكريين الأسرى لدى المسلحين السوريين في عرسال، ومن ثم انسحابهم بعيدا عن مواقع الجيش في المنطقة".
وأوضح أن بنود المبادرة تستكمل "بانسحاب جميع المسلحين وعددهم نحو 3000 من عرسال وجعلها منطقة خالية من المسلحين"، على أن "تتولى لايف مهمة نقل الجرحى إلى خارج البلدة عبر فريقها الطبي وبحماية أمنية".
وقال الحلبي ان "تسليم المعدات الطبية سيكون حصرا للبلدية"، آملاً ان يكون وقف اطلاق النار الذي بدأ اليوم "نهائيا".
ولفت إلى أن المسلحين تخلوا عن مطالبتهم بالإفراج عن أبو احمد الجمعة، الذي أدى اعتقاله السبت على احد حواجز الجيش إلى اندلاع المعارك، كشرط للانسحاب ووقف القتال، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "قائد الجيش ابدى استعداده لتسليم الجمعة إلى النيابة العامة بعد انتهاء التحقيقات العسكرية معه".
واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة الذي اسماهم الجيش في بيان بـ"الإرهابيين والتكفيريين" في محيط عرسال السبت الماضي على اثر توقيف جمعة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل 14 من عناصر الجيش وجرح 86 آخرين وفقد 22 عسكريا.