سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على حقلي عين زالة وبطمة
النفطيين بعد انسحاب قوات البشمركة من بلدة زمار. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذين الحقلين نحو 20 ألف برميل يوميا.
وأكد مصدر كردي في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام أن "مسلحي
داعش يسيطرون الآن بشكل شبه كامل على مسارات الخط
العراقي التركي الممتد من شمال العراق حتى الأراضي التركية".
ويبدو أن بوصلة
المعارك لتنظيم دولة العراق والشام (داعش) تتجه هذه الأيام صوب إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع باستقلال شبه تام عن حكومة بغداد المركزية، ولم تبرز على ساحة الإقليم أية مشاكل أمنية واضحة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن.
آخر المعارك بين داعش وقوات البيشمركة دارت في ناحية زمار التابعة إداريا لقضاء تلعفر ضمن محافظة نينوى، وتحدها من الشمال الشرقي مدينة زاخو ومن الجنوب الغربي مدينة سنجار، ومن الجنوب من مدينة زمار تقع مدينة تلعفر، ومن الشمال تحدها الحدود السورية العراقية. وتعتبر مدينة زمار نقطة وصل بين سهل سنجار ومحافظة دهوك.
وحول آخر التطورات الميدانية، قال مصدر أمني كردي لم يكشف عن هويته في تصريحات إعلامية "إن طيران الجيش العراقي قطع إمدادات داعش، التي دخلت مركز ناحية زمار من خلال تدمير الجسور البرية، فيما تتحدث أنباء عن انسحاب غير منظم لعناصر داعش من قاعدة الكسك بعد تقدم قوات مدرعة ضخمة باتجاهها".
سيطرة مقاتلي داعش على بلدة زمار أتاحت لهم لهم السيطرة على حقل عين زالة النفطي الصغير، وكذلك السيطرة على مصفاة لتكرير النفط قرب البلدة.
قوات البيشمركة تقول إنها انسحبت بشكل منظم من ناحية زمار؛ تمهيداً لقصفها من قبل الطيران العراقي، فيما تدور منذ يومين اشتباكات عنيفة بين قوات البيشمركة وعصابات داعش في مناطق زمار والكسك ومناطق أخرى مجاورة.
ولكن قائدا ميدانيا لقوات البيشمركة نفى هذه الأنباء؛ فقد قال آمر لواء "سبيلك" الذي يشرف على الخط الرابط بين سنجار وناحية ربيعة اللواء عبد الرحمن كوريني، في تصريح لموقع الحزب الديمقراطي الكردستاني التابع لمسعود البرزاني، إن قواته لن تتوقف حتى السيطرة على مدينة الموصل، نافياً الأنباء التي تتحدث "عن سيطرة (داعش) على ناحية زمار في نينوى.
والأخبار المتناقضة حول من يسيطر على زمار جاءت بعد تصريحات للأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور، التي أكد فيها أن" قوات البشمركة تسيطر على زمار وأن هناك تعزيزات في طريقها إليها"، فيما تؤكد شهادات لسكان المدينة أن مقاتلي داعش يسيطرون على البلدة، وأن مقاتلي التنظيم يجوبون المدينة بسياراتهم التي تحمل الرايات السوداء.
وحول هذه التطورات أكد الكاتب والإعلامي العربي حسين عليان في تصريح لـ "عربي 21"، أن "هذه المشاريع الجارية على أرض العراق لا علاقة لها بمشروع بتحرير العراق، و? ببناء دولة، وأن هذه التجارب بكل تلاوينها هي أداة تدمير وليست أداة بناء".
وحول إمكانية نقل المعارك إلى داخل إقليم كردستان قال العليان لـ"عربي 21": "الأكراد سنة بعرف داعش، والصراع الحالي على مصالح نفطية، ونفوذ ليس إ?، وكذلك بسبب معارك أكراد سوريا ضد داعش. وكل ذلك يصب ربما في رغبة إيرانية أو أمريكية للضغط على مسعود البرزاني؛ لأن الكثير من هذه التنظيمات هي مشاريع استخبارية، واليوم يستثمر فيها الكل وفقاً لمصالحه واحتياجاته والبيئة الحاضنة موجودة من ا?ستبداد للفقر والبطالة والجهل والتطرف"، على حد قوله.
وعلى الصعيد السياسي اعتبر زعيم الكتلة الوطنية إياد علاوي في تصريح صحفي وزع على الصحفيين وحصل "عربي 21" على نسخة منه: "ما يحصل في الموصل وغير الموصل هو نتيجة البيئة السياسية التي نتجت على سلوكيات الحكومة الحالية، التقسيم الطائفي والتهميش وإلى آخره، وبالتالي أصبحت البيئة حاضنة لقوى التطرف ونشوئها".
الجدير بالذكر أن تنظيم داعش أعلن - بعد سيطرته على الموصل في العاشر من حزيران الماضي - قيام "خلافة إسلامية" في مناطق تخضع لسيطرته تمتد بين العراق وسوريا.