أردنيون يمتنعون عن صناعة كعك العيد تضامنا مع غزة

امتنعت أسر أردنية عن صناعة كعيك عيد الفطر، تضامنا مع أهل غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من ثمانية عشر يوما.
 
و تخلت هذه الأسر عن تقليد تتبعه كل عام بإنتاج كعك العيد المنزلي كمظهر من مظاهر الابتهاج بالعيد، وذكرت أرقام نقابة تجار المواد الغذائية أن الإقبال هذا الموسم كان ضعيفا على مستلزمات انتاج الكعك من طحين وعجوة وجوز بسبب العدوان على قطاع غزة، ومشاعر الحزن التي تجتاح الأردنيين مع استمرار تساقط الشهداء.
 
وقال نائب نقيب تجار المواد الغذائية مصطفى الصعيدي لـ"عربي 21" إن "الظروف السائدة في المنطقة وخصوصا ما يجري في غزة، دفع بعض المواطنين لعدم الإقبال على شراء مستلزمات الحلويات وكعك العيد وعدم إظهار بهجة العيد، الأمر الذي أثر على المبيعات وعدم التهافت على هذه المستلزمات مقارنة مع الاعوام الماضية ".
 
وبحسب نقابة أصحاب محلات الحلويات، يُقدر ما ينفقه الأردنيون على شراء الحلويات خلال شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر ما بين 8 إلى 10 ملايين دينار أردني.
 
نقيب التجار الاردنيين الأسبق خليل الحاج توفيق أكد لـ"عربي 21" مقاطعته شخصيا لكافة مظاهر العيد من شراء ملابس وأحذية وحلويات تضامنا مع أهل غزة، ليقتصر العيد لديه على تقديم القهوة السادة، تعبيرا عن الحزن لما يجري في قطاع غزة من جرائم بحق الانسانية".
 
وقال توفيق إن "مبيعات مستلزمات الحلويات تأثرت بشكل كبير، فقد كانت المملكة تستهلك هذه المستلزمات بأرقام كبيرة، فقد بلغ استهلاك الأردنيين رمضان الماضي من مادة السميد 1000 طن والتمر 500 طن المطحون والجوز 150 طنا والفستق الحلبي 150 طنا، لتشهد هذه المواد تراجعا كبيرا شمل أيضا الحلويات الجاهزة كالشوكلاته والحلويات المعدة في المحلات، بينما بقي الاقبال على القهوة في معدلاتها  600 طن خلال أيام العيد فقط".
 
ومع اشتداد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة  قرر الكثير من الأردنيين عدم الاحتفاء وصنع كعك العيد والمعمول. تقول أم جمال وهي ربة منزل إن "لا بهجة للعيد في وقت يراق فيه الدم الفلسطيني" متساءلة " كيف سنقدم الحلوى وأهلنا في غزة يقتلون، لن نصنع الكعك والحلوى إلا عندما تنتصر المقاومة".
 
أما نوال ربة منزل قررت صنع الكعك وتوزيع جزء منه للفقراء، مع خبز كعكات باسم غزة كي يتذكر من يتناول هذا الكعك ما يجري في قطاع غزة من قتل وسفك للدماء على يد الصهاينة".
 
وعلى نحو متصل أطلقت شبيبة حزب الوحدة الشعبية (حزب يساري) حملة تقوم على توزيع التمر والمياه على المارة مرفقة بورقة كتب عليها "يللي بتجهز للعيد، بغزة كل لحظة شهيد" وذلك تضامنا مع الأهالي في قطاع غزة الذين قصفت بيوتهم وذاقوا الويلات جراء ممارسات الاحتلال الصهيوني من قصف ودمار واستهداف للمدنيين.
 
يقول معاذ القصراوي أحد اعضاء الحزب لـ"عربي 21" إن "الهدف من المبادرة هو تعزيز روح التضامن بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وتكمن الفكرة الحقيقية بزوال أي فرحة نتيجة، بعد ما نشاهده يوميا من قتل واستهداف للأطفال، مما يستوجب علينا كأردنيين تأجيل اي مظاهر للفرح انتصاراً لأهلنا في غزة".
 
وعن حجم تفاعل المواطنين مع الحملة والتوقف عن مظاهر الفرح بالعيد، يؤكد القصراوي أن التفاعل كان كبيرا من المواطنين، قائلا إنه "فعليا لا يوجد بيت في الاردن ولا في مواطن إلا ويتألم  من ما يحدث في غزة، كما أن العدوان على القطاع هو المسيطر على أحاديث الشارع الأردني" .
 
وفي مبادرة أخرى قامت لجنة سيدات الأعمال في الملتقى الفلسطيني الأردني بالتعاون مع نقابة المهندسين الأردنيين بإطلاق حملة تحت عنوان (نصرهم....عيدنا) وتوزيع قمصان ومكتوب عليها هذه الجمله للبسها يوم العيد وفي صلاة العيد، وبيعت  القطعة 3 دنانير حيث سيعود ريع الحمله لإعمار غزة.
 
تقول خديجة أبو شمة إحدى القائمات على الحملة لـ"عربي 21 "، إن "الحملة هدفها إنساني، خصوصا أن المواطن الأردني والعربي لن يشعر ببهجة العيد، فأطلقنا هذه الحملة تحت عنوان نصركم عيدنا للتضامن مع الاهل في القطاع، وشملت الحملة كافة المدن الأردنية، وزار موقع الحملة أطفالا استبدلوا ملابس العيد بهذه القمصان الداعمة لغزة، وسيذهب ريع هذه المبيعات لدعم أهل غزة".
 
اجتماعيا يرى دكتور علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مجد الدين خمش إن "المواطن الأردني يشعر بالحزن والألم إزاء ما يشاهده في غزة وسوريا واليمن والعراق، والمنطقة التي تعيش اضطرابات وانقسامات سياسية ومآسي وحروبا ودمارا مما أثر بالفعل على المواطن، حيث زادت الغصة وعززت شعورهم بغياب روح البهجة والفرحة التي اعتادوا عليها والتي  تأتي دائما مصاحبة للعيد".
 
و تنشر مقولة في الأردن "اذا استشهد شهيد في فلسطين فتح له بيت عزاء في الأردن" في إشارة للعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين، اذ استقبلت المملكة العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينين أعوام 1948 و1967، وهي مقولة جرى تجسيدها على أرض الواقع فقد شهدت المملكة تلقي مواطنين العزاء في اقارب لهم استشهدوا في فلسطين المحتلة.