سرد طالب أيرلندي قصة ما تعرض إليه في السجون
المصرية، في رسالة لمفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون.
وتكشف رسالة إبراهيم حلاوة ما تعرض إليه وهو في السجن، حيث قضى مدة 324 يوما، ضرب وجرد من ملابسه وسيقدم للمحاكمة هذا الشهر.
وقالت صحيفة "صاندي إندبندنت" الأيرلندية إن إبراهيم حلاوة (18 عاما) ناشد في رسالته التي كتبها من زنزانته في القاهرة، أشتون أن تقدم المساعدة له، ووصف فيها الظروف المروعة التي يعيش فيها، وقال: "لقد جردت من ملابسي وضربت"، و"قيل لعائلتي إنني لست في السجن، ولم يُسمح لي حتى الاتصال بوالدي".
ووصف إبراهيم كيف سخر منه حراس السجن وقالوا له: "هل تعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بإنقاذ حياتك؟ الجواز لا شيء، أنت لست مهما، ولن يأتوا لإنقاذك"، ولكنني أعرف أنني مهم لأنني إنسان وهذا يكفي".
وسيقدم الشاب للمحاكمة مع 150 شخصا يوم 16 تموز/ يوليو . وقال إبراهيم إنه يحمل آشتون أيضا مسؤولية أي شيء يحدث له، لأنها لم تهتم بمعاناته، حيث قال: "لو قتلت من أي رجل شرطة يتمنى قتلي، أو أرادوا أن يحكموا علي بالإعدام كما يريدون وبدون دليل ضدي، فإنني أحملك المسؤولية عما يحدث لي".
وكان إبراهيم، طالب الثانوية وهو من فيرهاوس في دبلن قد اعتقل مع شقيقاته الثلاث في 17 آب/ أغسطس، وهن أميمة (21 عاما) وفاطمة (23 عاما) وسمية (28 عاما)، حيث جاء اعتقالهم أثناء تظاهرة دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين.
وقيل إن الحكومة التي نصبها الجيش بعد
الانقلاب على محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو العام الماضي كانت تستهدف مؤيدي الإخوان المسلمين من الذين جاؤوا من الخارج، كي تصور الجماعة على أنها شبكة دولية سرية إرهابية.
ونقلت عن سمية، شقيقة إبراهيم قولها: "لقد استهدفوا الأشخاص من جنسيات أخرى". وأضافت: "عندما كنت وأخواتي في السجن كانت هناك 33 فتاة، وتم الإفراج عن 30 وبقيت أنا وأخواتي عندما اكتشفت سلطات السجن أنني من أيرلندا".
وأفرج عن الشقيقات في كانون الأول/ ديسمبر، وعدن لأيرلندا، ولكن اعتقال إبراهيم جرى تمديده في أكثر من مناسبة.
وتقول سمية: "نحن سعداء أن رسالة إبراهيم وصلت، لكننا خائفون مما سيحدث له". وتقول: "بالنسبة إليه، يريد كما يقول أن يرى النور في الخارج، حتى لو حكم عليه بالسجن، والذهاب للمحكمة يعني أنه يخرج من السجن لمدة ساعات".
وتقول سمية إن عائلتها لم تلق المساعدة من الاتحاد الأوروبي ولا من الحكومة الأيرلندية.
وأضافت: "نريد دعما أكبر"، "وعلى الحكومة أن تفهم أن إبراهيم في السجن منذ عام تقريبا بدون توجيه اتهامات له، وأن تحركات الحكومة لم تكن فعالة. ونريد تحركا جديدا، يقول مسؤولو الحكومة إنهم سيفعلون أكثر بعد جلسة الاستماع، ولكن لو صدر حكم عليه فقد انتهى الأمر".
وانتقدت سمية وزير الدولة لشؤون التجارة والتنمية، جو كوستيلو، الذي زعم في الأسبوع الماضي أن الحكومة تقوم بعمل ما تستطيع للإفراج عن إبراهيم. وقالت: "لقد شعرت بالخيبة من تصريحات جو كوستيلو وأنه طالب بالإفراج عن إبراهيم، وفي كل مرة التقينا بوزارة الخارجية، وكنت أسأل لماذا لم تطالبوا بحرية إبراهيم؟ كان الجواب: لا نستطيع التدخل بهذه الطريقة". و"يقولون إن كل ما يستطيعون فعله هو التأكد من حصوله على محاكمة نزيهة وضمان لحقوقه".
وإبراهيم هو ابن الشيخ حسين حلاوة، واحد من أهم المشايخ والأئمة في أيرلندا، وإمام المركز الثقافي الإسلامي في كلونسيغ.
وذكرت تقارير أن المسجد متعاطف مع الإخوان المسلمين، ولكن سمية تنكر أن تكون لعائلتها علاقة بالإخوان "لا علاقة لوالدي بالإخوان ولا أحد منا له علاقة بهم، ونعيش في أيرلندا من 20 عاما".
وتقول الصحيفة إن السفارة الأيرلندية في القاهرة تقوم بمتابعة قضية إبراهيم، وطلب منه كي يجري اتصالا مع والده أو يسمح له بتلقي مكالمة منه وحتى الآن رفض الطلب.
وكانت الصحيفة قد كشفت في الأسبوع الماضي عن إصابة إبراهيم بعاهة دائمة، عندما رفضت سلطات السجن تقديم العناية الطبية له بعد إصابته برصاصة في يده عندما ألقي القبض عليه.
وتقول الصحيفة إن عائلة حلاوة تتلقى دعما معنويا من السفارة الأيرلندية في القاهرة والخارجية في دبلن منذ أن بدأت معاناتها.
وتشعر العائلة بالإحباط بعد 11 شهرا من اعتقال إبراهيم، خاصة أن تحرك السلطات الأيرلندية والاتحاد الأوروبي كان بطيئا في حالة إبراهيم.
لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية قال: "نرفض أي اقتراح من أن أبناء حلاوة لم يتلقوا أي شيء بل الدعم الكامل". وأشار المسؤولون إلى أن سفير أيرلندا لمصر إيزولد مويلان زار إبراهيم في المعتقل 18 مرة منذ اعتقاله. وقال المتحدث باسم الخارجية: "في التعامل مع السلطات حاولت السفارة التأكيد على كون إبراهيم حدث، ومدة اعتقاله والحاجة لعودته لأيرلندا في أقرب وقت لمواصلة دراسته الثانوية ".