يمتلك اللسان القدرة على الاستشعار بالكربوهيدرات - تعبيرية
وجد العلماء أن لسان الإنسان قد يمتلك حاسة سادسة، حيث أنه بالإضافة لوظيفة اللسان الأساسية في التعرف على الأطعمة ذات المذاق الحلو أو الحامض أو المالح، أو اللاذع أو المر، فإن لساننا يمتلك القدرة على الاستشعار بالكربوهيدرات، وهي المواد الغذائية التي تتحلل إلى سكريات وتشكل مصدراً رئيسياً للطاقة.
أظهرت دراسة سابقة أجريت على القوارض، أن بعضاً منها يمتلك القدرة على التمييز بين السكريات التي تحتوي على كميات مختلفة من الطاقة، بينما تستطيع قوارض أخرى التفريق بين التركيبات الكربوهيدراتية والبروتينية، حتى في حال فقدت القدرة على الإحساس بالمذاق الحلو، وقد ظهرت قدرة مماثلة لهذه القدرة عند البشر، حيث بينّت الأبحاث أن مجرد وجود الكربوهيدرات في الفم يمكن أن يحّسن من الأداء البدني لجسم الإنسان، حتى ولو لم يتم تجرعها.
قام الباحثون في الدراسة الجديدة التي سيتم نشرها في مجلة (Appetite)، بالطلب من المشاركين أن يقوموا بالضغط على مجس يحملونه بين سبابتهم اليمنى وإبهامهم عند عرض تلميحات بصرية لهم، وفي ذات الوقت تم إعطائهم ثلاثة أنواع مختلفة من السوائل ليقوم المشاركون بالتمضمض به، دون ابتلاعه.
السائلين الأول والثاني كانا عبارة عن مُحلّيات صناعية، لكن فقط واحد منهما كان يحتوي على الكربوهيدرات، أما السائل الثالث، فلم يكن طعمه حلواً ولم يكن يحتوي على الكربوهيدرات، وعند تنفيذ التجربة، لاحظ الباحثون أن المشاركين الذين تذوقوا السائل الذي يحتوي على الكربوهيدرات، ازداد لديهم معدل نشاط الدماغ بنسبة 30% في المنطقة التي تتحكم بوظائف الحركة والرؤية، على الرغم من أن المشاركين لم يبتلعوا هذا السائل.
يعتقد الباحثون أن سبب ردة الفعل التي يبديها الدماغ، هو الفم، حيث يقوم بإصدار تنبيهات للدماغ تتضمن أن هناك كمية إضافية من الطاقة بشكل كربوهيدرات في طريقها إلى داخل الجسم، ويمكن لهذا الاكتشاف أن يفسّر سبب عدم تمتع الأطعمة المخصصة للحميات بذات النتائج المرضية التي تتمتع بها نظائرها من الأطعمة العادية، ولماذا تقوم المشروبات المليئة بالكربوهيدرات بتنشيط الرياضين فوراً، حتى قبل أن تقوم أجسامهم بتحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، وفي حال تم معرفة المزيد عن كيفية عمل هذه الحاسات الكربوهيدراتية، فإن هذا قد يؤدي إلى تطوير الأطعمة المحلاة صناعياً وجعلها أقرب ما يكون إلى الأطعمة الحقيقية.