يواصل نحُو 120 طفلا معتقلا وطالبات
معتقلات بسجن القناطر إضرابهم عن الطعام، لليوم العاشر على التوالي، داخل المؤسسة العقابية بالقاهرة، ودار رعاية الأحداث بكوم الدكة بالإسكندرية، احتجاجا على التعذيب والانتهاكات بحقهم في
السجون المصرية.
وكانت منظمة العفو الدولية كشفت النقاب عن اعتقال أكثر من 300 طفل في مصر منذ وقوع الانقلاب، وقالت في تقرير لها نشرته إن "اعتقال الأطفال بات أمرا عاديا في مصر".
ونشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية شهادات عما يتعرض له المعتقلون ومن بينهم الأطفال في السجون المصرية، وقالت: "يتم إجبار هؤلاء المعتقلين على الجلوس مكدسين في زنزانة السجن الخانقة، وتناول طعام مليء بالحشرات، ويسمح لهم بالخروج لمدة خمس دقائق فقط في كل مرة".
وأكدت الصحيفة على وجود نسق ممنهج من الاعتداء الجسدي والعاطفي، "فضلا عن
انتهاكات لا تعد ولا تحصى لحقوق المعتقلين".
ويرى
حقوقيون أن "الكثير من المراهقين والأطفال يجرى اعتقالهم كجزء من سلسلة بعيدة المدى من الانتقام ضد مؤيدي الشرعية ومعارضي الانقلاب، وكذلك ضد الأصوات المعارضة الأخرى، كما أنهم يواجهون تهما ملفقة، بما في ذلك حيازة الأسلحة أو التحريض على العنف".
وأكد الأطفال المحتجزون بمؤسسة الأحداث بكوم الدكة، الخميس الماضي، أن رئيس مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد قام بالإشراف على تعذيب الأطفال بنفسه، وشارك في ضربهم ودهس وجوه أربعة أطفال منهم.
وذكر الأطفال في بيان نشرته الصفحة الرسمية لـ"انتفاضة السجون"، أن التعذيب كان بربطهم من الخلف، وتجريدهم من ملابسهم، وضربهم بشكل مبرح بكعوب الأسلحة وبالعصي الغليظة وبأسلاك الكهرباء، والدهس بالأحذية والبيادات على وجوههم وبطونهم إمعانا في إذلالهم.
وأردفوا أنه تم نقل عدد من المحتجزين معهم سياسيا إلى عنابر الجنائيين، حيث تعرضوا لعملية اغتصاب كاملة من الجنائيين "تحت سمع وبصر مسؤولي الأمن".
معتقلات سجن القناطر يواصلن إضرابهن
وفي السياق ذاته، واصلت الطالبات المعتقلات بسجن القناطر إضرابهن عن الطعام لليوم العاشر على التوالي عقب اعتداء قوات الانقلاب عليهن بالضرب، ما عرضهن للإصابة بنزيف حاد بالرحم والإصابة بكسور بالجسم.
وروى عدد من أسر الطالبات المعتقلات بسجن القناطر للنساء وسجن بنها، شهادات مروعة عما يتعرض له بناتهن في معتقلات الانقلاب العسكري.
وقالت والدة المعتقلة دارين مطاوع، في تصريح لفضائية "الجزيرة مباشر مصر"، إن ضباط السجن اعتدوا على ابنتها والمعتقلات بوحشية بمساعدة السجينات الجنائيات، في ذات الوقت، الذي اتهم أهالي طالبات معتقلات في سجن بنها بمحافظة القليوبية إدارة السجن بمعاملة بناتهن بشكل قاس، مؤكدين وجود انتهاكات صارخة بحقهن.
وطالب المرصد المصري للحقوق والحريات، في بيان له سلطات الانقلاب في مصر بفتح التحقيق في "الاعتداء البدني واللفظي" على طالبات بسجن القناطر.
وأكد المرصد المصري على أن "ما حدث مع الطالبات المعتقلات بسجن القناطر من اعتداء بدني ولفظي من قبل السجانات والجنائيات بحضور مسؤولي الأمن، أمر يتنافي مع المروءة والشرف، ويخالف الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان".
وأضاف عمر عفيفي، والد الطالبة المعتقلة شيماء، إن ابنته متهمة ظلما بالتعدي على جندي، وهو ما لم يحدث حيث كانت في امتحان، مضيفا أن ابنته عمرها 18 عاما وتعرضت للاعتداء، ونزع حجابها في السجن.
وكشف عمار مطاوع شقيق المعتقلة دارين مطاوع عن تعرض طالبات الأزهر بسجن القناطر للاعتداء من قبل السجانات والسجينات الجنائيات.
وقال مطاوع في تغريدة عبر صفحته على "تويتر": "يوجد 7 بنات في القناطر ذرعهم اتكسرت وما اتنقلوش مستشفى .. وبنات جالهم نزيف في الرحم.. الضرب كله كان في منطقة الحوض".
وأضاف في تغريدته: "حبسوا أختي في الحمامات وطفّوا النور عليها، ومنعرفش عنها حاجة لحد دلوقت.. البنات كلها في السجن حافيين وهدومهم متعاصة دم وخلعوهم الحجاب والبناطيل ولابسين العبايات بس".
وأشار مطاوع إلى أن "بنات القناطر اترحل منهم 5 بنات لسجن دمنهور و4 لسجن بنها وكلهم طالعين الزيارة بشعرهم وبدون جزم أو شباشب، والباقيين اتضربوا في منطقة الرحم".
وكشفت المتحدثة باسم نساء ضد الانقلاب، آية علاء، عن تفاصيل الاعتداء على طالبات الأزهر المعتقلات فى سجن القناطر يوم الاثنين الماضي.
وروت علاء في تدوينة عبر صفحتها على "فيسبوك" تفاصيل الحادث قائلة: "في الاثنين توجهت السجانة سيدة فاروق إلى عنبر البنات وأخذت تعتدي بالقول على الدكتورة سماح المعتقلة مع الطالبات (بسبب شفقتها على طلاب الأزهر وإعطائهم بعض الطعام فاعتقلت هي وزوجها)، ولما زاد حد السبّ .. ردت الدكتورة سماح على السجانة قائلة: احترمي نفسك.. فقامت السجانة بصفع د. سماح على وجهها!!".
وأضافت علاء أن "الأمر الذي استفز الطالبات فحاولن أن يهدؤوا من حدة الأمر.. فتم الاعتداء على عدد منهن ما اضطرهم إلى دفع الاعتداء عنهم".
وتابعت: "حصلت مشادة بينهم وبين السجانة وتطور الأمر فقامت الأخيرة بطلب مساعدة الجنائيات والسجانات وعدد 2 كلاب من اللي شغالين هناك يطلق عليهنّ وصف الذكورة فاقتحموا العنبر على البنات وقاموا بالاعتداء على البنات بالضرب والركل بالأقدام في بطونهن ما أدّى الى حدوث كدمات ورضوض وجروح بأجساد الطالبات.. إضافة إلى إصابة عدد منهنّ بنزيف داخلي حاد في الرحم".
وأشارت إلى أن "بعض الأهالي كانوا في محيط السجن لزيارة بناتهنّ .. وشاهدوا الحرائر اللاتي رحلن من السجن، وقد بدت بقع الدم على ثيابهن، وبدا عليهن أثر الاعتداء الشديد".
واختتمت قائلة: "تم منع الزيارات عنهن ومنعهن من حضور عرض النيابة والجلسات".