أكدت صحيفة "يديعوت"
الإسرائيلية، على فشل الولايات المتحدة بإنشاء جيش عراقي متماسك، رغم عشرات مليارات الدولارات التي أنفقت عليه، مدللة على ذلك بانهيار الجيش
العراقي أمام المسلحين في مدينة الموصل قبل أيام.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، الخميس، إن الأمريكيين أنشؤوا هذا الجيش (العراقي) ودربوه وأنفقوا عليه عشرات مليارات الدولارات في العقد الأخير، وها هم آلاف من جنوده يهربون بلا قتال، تاركين وراءهم نعالهم وثيابهم ومعدات عسكرية أمريكية متقدمة، ومطارا، ومستشفيات وسجونا، كل ذلك ليستعمله إرهاب القاعدة".
وبالأشارة إلى التكوين الأساسي في الجيش العراقي وما يقابله من المسلحين، قالت "يديعوت" إن "مقاتلي القاعدة سنيون أما الجيش العراقي فكله أو أكثره مؤلف من الشيعة، وهكذا انهار نظام الدمى الشيعي الذي انشأه الأمريكيون في العراق وكان مجد أوباما. فقد أمر الجيش الأمريكي بالانسحاب، لأنه رأى أن الجيش العراقي أصبح مستعدا لحمل العبء".
تشكيل محور سني جديد
وأشارت الصحيفة إلى محور "سني سلفي" جديد بدأ يتشكل بعد سيطرة المسلحين على الموصل.
وقالت "بعد سيطرة القاعدة على المدن السنية في غرب العراق، أضيفت إلى سيطرتها الموصل الشمالية أيضا. وتتصل هذه "الدولة" السلفية بالدولة السلفية في سوريا، وستتصل قريبا بالأردن وهكذا تنهار الأوهام الأمريكية وتمحى الحدود الوطنية".
وأضافت "لن تفعل أمريكا أي شيء ولا يعتقد أحد في الشرق الاوسط أنها ستفعل أي شيء. ونقول بعبارة أخرى إن نظام أوباما الفائز بجائزة نوبل للسلام ولّد دول القاعدة في المنطقة وهذه كارثة انسانية لملايين البائسين".
خطة الأمريكان الأمنية لإسرائيل وتأثيرها
وأكدت الصحيفة على أن ما يجري في العراق هو مهم بالنسبة لإسرائيل، لأن الأمريكين أفردوا خطة أمنية لهم كما أفردوا للعراق".
وأضافت: "يعتقد جون كيري -على اختلاف خبرائه الأمنيين- أنه تكفي خطة أمريكية على الورق لإقرار وضع نظام ودولة هناك. وما هو الدرس من العراق؟ هو أنه في اللحظة التي يخرج فيها الجيش الإسرائيلي من متر واحد في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية)، ستدخل عناصر الجهاد بدلا منه كما حدث في قطاع غزة. وتهدد مطار بن غوريون في أسفله ولن تهبط بعد ذلك طائرة هنا، وتهدد بعد ذلك تل أبيب والقدس وحيفا، وبذلك ينتهي أمر دولة اليهود. فالأمريكيون فشلوا في العراق مع عشرات آلاف الجنود المدربين، فكيف يتوقعون أن تنجح هنا بضع عصابات مسلحة فلسطينية؟".
وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينين "ينتظرون الأمر بالانقضاض على السلطة الفلسطينية، وهي كيان مصنوع لا يقبلونه ولن يقبلوه أبدا". مضيفاً: "واسوأ من ذلك أن مساحة عربية مستقلة في "يهودا والسامرة" تعني زيادة مئات آلاف المجاهدين الذين سيُجلبون من العراق وسوريا ولبنان إلى أهدأ منطقة في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة "ربما كانت التسويات السياسية ذات صلة بالواقع قبل عشرات السنين، مع وجود نظم حكم عربية مستقرة، لكن الحديث اليوم عن هذه الاتفاقات -وعن اتفاقات سلام- ... وقد أصبح كل شيء ينهار حولنا".
"إن تسوية الدولتين التي تم الحديث عنها قبل الربيع العربي دفنت في الموصل في الحرب العالمية التي أخذت تنتشر بين السنيين والشيعة والتي تبدو إسرائيل مقارنة بها مثل صخرة صلبة من الاستقرار والأمن"، بحسب الصحيفة.