دعا الشيخ أبو محمد المقدسي كافة المجاهدين وأعضاء أفراد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) إلى تركه، والانحياز إلى جبهة النصرة ومبايعة قاداتها، وأن يمتنعوا عن نشر إصدارات تنظيم الدولة وخطاباتها وكتاباتها. ووصف المقدسي "داعش" بالتنظيم المنحرف الذي ينحو إلى الغلو.
وقال المقدسي في بيان له من محبسه في الأردن إنه راسل المعنيين بالخلاف بين جبهة النصرة وداعش وأنه نصح أمير تنظيم داعش أبو بكر البغدادي سرا وعلنا.
كما راسل قائد تنظيم
القاعدة أيمن
الظواهري ووضعه في صورة محاولة الإصلاح والتحكيم بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، موضحا أن البغدادي رفضها كلها.
ولفت المقدسي في بيانه الذي نشر على أحد المواقع الجهادية ولم يتسن لـ"عربي 21" التأكد من صحته، إلى أن مراسلاته مع مسؤولي تنظيم الدولة الشرعيين، أظهرت "تدليسهم ولفهم ودورانهم وافتراءهم على قادة المجاهدين وكذبهم، وغير ذلك مما لا يليق بالمجاهدين الذين يفترض أنهم أولى الناس بالقيام بالقسط، والشهادة لله بالحق، ولو على أنفسهم".
وتابع: "تعلمون أن تنظيم الدولة قد سفك الدماء المحرمة؛ وهذا موثق، ورفض الانصياع لقادة المجاهدين ومشايخهم ومبادراتهم ونصائحهم؛ وهذا مشهور معلوم وموثق أيضا، وأن الغلو قد نخر في صفوف بعض أفرادهم بل وشرعييهم، واعترف بعضهم علنا أن في صفوفهم خوارج".
وقال المقدسي إن تسلط أفراد داعش على المسلمين في
سوريا، "وتصدر صوتهم العالي وتكلمهم باسم الجهاد والمجاهدين، وارتداءهم لرداء الدولة الإسلامية واستعمالهم مصطلحاتها قد شوه ويشوه الجهاد والمجاهدين والدولة الإسلامية المنشودة، كما أنه سيصنع تحالفا من الشعوب ضد عموم المجاهدين".
وأضاف: "صار لزاما علينا وعلى جميع مشايخ المجاهدين وقاداتهم في كافة أنحاء المعمورة، قول كلمة الحق والانحياز لأهله، وإظهار الفئة الباغية الممتنعة عن التحكيم، الرافضة للإصلاح، العاصية لأوامر قادتها ومشايخها الكبار" في إشارة منه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وأكد: "نعلن أن تنظيم الدولة في العراق والشام؛ تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين، ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين، ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام، وقد تسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين.. إلى غير ذلك من انحرافاته الموثقة".
واعتبر المقدسي البيان بمثابة سحب للغطاء الشرعي عن هذا التنظيم "العاق لقيادته"، وبمثابة إعلان "للبراءة من نهجه المغالي وسفكه للدماء المعصومة، المشوه للجهاد والمجاهدين، والضال عن سبيل الله لانحرافاته وبغيه وامتناعه عن حكم الله".