في خطاب سيلقيه رئيس الوزراء البريطاني السابق
توني بلير الأربعاء في لندن، سيوجه نداء للغرب كي يتناسى ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا والتعاون معه في مواجهة "الإسلام الراديكالي". وسيقول في خطابه إنه يجب على أوروبا والولايات المتحدة التعاون مع روسيا في مواجهة الهدف المشترك "مهما كانت خلافاتنا".
والهدف المشترك بحسب بلير هو إقناع بوتين بدعم النظام العسكري في
مصر، وسيؤكد بلير أن الإسلاميين لا التدخل الروسي في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم هو ما يشكل التهديد الأكبر للسلام العالمي.
وفي خطابه سيشير بلير الذي أرسل القوات البريطانية للمشاركة في غزو العراق وأفغانستان إلى أن هاتين الحربين جعلت من الصعوبة أمام أي حكومة نيل دعم الرأي العام لأي عمل عسكري في الشرق الأوسط كما بدا في محاولة رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون للتدخل في الأزمة السورية.
وفي خطابه الذي نشرت صحيفة "التايمز" بعضا من أهم خطوطه العامة يقول بلير إن "تهديد هذا الإسلام الراديكالي لا يتراجع بل في نمو مستمر"، ويقوم "بزعزعة استقرار مجتمعات بل وأمم، ويقوم بتقويض إمكانية التعايش في عصر العولمة، وأمام هذا التهديد يبدو أننا مترددون بالاعتراف بوجوده، ومواجهته بشكل فعال".
وسيدافع بلير في كلمته عن
الانقلاب الذي قاده العسكر العام الماضي في مصر ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي. وسيقول إن الإخوان المسلمين الذين هم محل تحقيق في نشاطاتهم داخل
بريطانيا لم يديروا حكومة فاشلة فحسب بل حاولوا السيطرة على مؤسسات الدولة التقليدية.
وسيعترف بلير بخطأ الحكم الذي أصدره قاض على أكثر من 500 ناشط إسلامي في قضية مقتل ضابط شرطة حيث حكم القاضي عليهم بالإعدام لكنه سيطالب نقاد الحكومة الانتقالية التي عينها العسكر أن يظهروا "نوعا من الحساسية والتعقل" بعد مقتل "المئات من رجال الشرطة والجيش" المصريين.
وسيطالب بلير الغرب بدعم القائد المصري الجديد بكل ما يستطيعون، كل هذا قبل الانتخابات الرئاسية المصرية التي يتوقع فوز قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بها.
وفي الوقت الذي أدى فيه الخلاف حول أوكرانيا لحالة استقطاب بين الدول الغربية وروسيا وأعاد التوتر حول ضم القرم للأراضي الروسية أجواء الحرب الباردة إلا أن بلير يعتقد بأهمية بناء تحالفات مهما كانت الخلافات ومد اليد والتعاون مع الشرق خاصة روسيا والصين.
وسيدعو بلير الساسة الغربيين لتجاوز تحفظاتهم وترددهم القديم والاعتراف أن الدين يعني الآراء المختلفة والمتباينة داخل الإسلام هي أساس المشاكل التي تعاني منها المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن أحد مساعدي بلير قوله إنه لا يدعو إلى عمل عسكري جديد في المنطقة ولكن لدفعة متماسكة ورد من الدول الغربية "ما هو ضروري أولا هو أن نحرر أنفسنا من موقفنا، ويجب أن ندعم جانبا على جانب وأن نتوقف عن معاملة كل دولة بالطريقة تجعل الحياة سهلة لنا" وهذا ما سيقوله بلير.
وأضاف "خلف الثورات والاضطرابات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية معركة بين من لديهم رؤية حداثية للشرق الأوسط، أي رؤية تعددية واقتصاديات حرة حيث يتم تبني واعتناق أشكال العولمة وبين من يريدون فرض أيديولوجية نابعة من اعتقاد بوجود دين واحد ورأي واحد يحدد طبيعة المجتمع والاقتصاد والسياسة".