صحافة دولية

الغارديان: الإفراج عن البرغوثي مهم لعباس والمفاوضات

النائب الفلسطيني مروان البرغوثي (أرشيفية)
مع اقتراب موعد الكشف عن اتفاق الإطار الذي أعده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتسوية بين الفلسطينيين، يجري الحديث عن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين ومن بينهم مروان برغوثي وأحمد سعادات وقادة أخرون حكمت عليهم محاكم إسرائيلية بمدد سجن طويلة كثمن لموافقة الفلسطينيين على الاتفاق الأمريكي.

 وفي زيارته الأخيرة لواشنطن، طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسم البرغوثي وسعادات في محادثاته مع الرئيس باراك أوباما.

 فيما ترى مصادر أمريكية أن ثمن الموافقة الإسرائيلية قد يكون الإفراج عن جوناثان بولارد، العميل الإسرائيلي السجين في أمريكا. 

وتقول  صحيفة "الغارديان" إن اسم البرغوثي ورد في قائمة المطلوب الإفراج عليهم في صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي جيلعاد شاليط. وبالنسبة لعائلة مروان فهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث عن إمكانية إطلاق سراح مروان. وعاد اسمه مع بدء محادثات السلام الأخيرة وإمكانية خروجه. 

وكان البرغوثي قد اعتقل في عام 2002 وحكم عليه بخمس مؤبدات بعد اتهامه بالضلوع في خمس عمليات قتل، وفي الوقت الذي أفرج فيه عن سجناء أخرين فلا يزال البرغوثي في معتقلا. 

وتقول الصحيفة إن قضية الأسير الفلسطيني التي عادت للبروز يثور حولها جدال بين الإسرائيليين الذي يرون فيه إرهابيا مدانا، وبين من يرون فيه آخر أمل لنجاح التسوية وتحقيق حل الدولتين. 

وفي لقاء مع فدوى البرغوثي زوجة الاسير مروان، أجراه بيتر بيومونت قالت فيه "أهم شيء هو أن القيادة الفلسطينية تدفع بقضيته". وتقول "لقد رأيته الإسبوع الماضي" حيث سمح لها بزيارته لمدة 45 دقيقة في سجن هاداريم في وسط إسرائيل. وتقوم خلال زياراتها له بنقل أخبار العائلة والأولاد وتقدم المفاوضات، وتأخذ معها الكتب التي يقرأها في السجن بالعربية والأنكليزية والعبرية. 

وتضيف "لقد قضى  18 عاما من حياته في السجون الإسرائيلية، وكانت رحلة رهيبة"، و "رغم كل هذا فلا يزال يؤمن بأن حل الدولتين هو الطريق لتسوية النزاع، ولا يرى إلا الدم والمعاناة في حل الدولة الواحدة". 

وعبر مراون كما تقول فدوى عن قلقه من غياب الوحدة داخل الصف الفلسطيني،خاصة بين حركتي فتح وحماس. 

وبحسب زياد أبو عين، نائب شؤون الأسرى "رسالته واضحة: نعم للسلام مع إسرائيل لا للسلام مع المحتل"،  وأبو عين صديق لمروان وقد اعتقل الأخير من بيته في نيسان/إبريل 2002 .ويعني البرغوثي برفض الإحتلال المقاومة السلمية وليس العنف، فهو لا يرى المقاومة المسلحة تفيد الفلسطينيين حسب أبو عين.

 ويشير بيومونت إلى الرسالة التي كتبها مروان برغوثي من السجن العام الماضي وحدد فيها 17نقطة، منها دعوته لوقف التعاون الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حركة المقاطعة والحرية من أجل الفلسطينيين ووقف المفاوضات طالما استمرت  النشاطات الإستيطانية.  

ويعتقد أبو عين وغيره من المسؤولين والمحللين الفلسطينيين أن دعوة الرئيس عباس لإطلاق سراح البرغوثي  تنفع عباس في استراتيجيته للتفاوض. ويرى آخرون أن الإفراج عنه سيساعد عباس لحل المشاكل الداخلية التي تمر بها حركة فتح والتوصل لمصالحة مع حماس خاصة أن البرغوثي يحظى باحترام الحركة. 

ويقول أبو عين إن عباس يحتاج "لسلة" كي يريها للشعب الفلسطيني والقادة العرب حالة قرر المضي في التفاوض في ما بعد الموعد  النهائي وهو نيسان/إبريل حتى لو كان التفاوض لمدة شهرين.

وتشير الصحيفة أن الدعوات الجديدة للإفراج عن البرغوثي جاءت كجزء من المطالب المتبادلة بين الطرفين، وإصرار إسرائيل على اعتراف الفلسطينيين بهوية الدولة اليهودية، والآن مطالب بنيامين نتنياهو  الإفراج عن بولارد.

  ويعتقد بيومونت أن أهمية موضوع الإفراج عن الأسرى مهم في هذه الجولة من المحادثات بسبب أثره الملموس على دعم الفلسطينيين للمفاوضات والتي حولت موقف الرأي العام من ثلي المعارضين إلى 50% لدعمها.

وتضيف الصحيفة أن دعوة عدد من الإسرائيليين الإفراج عن البرغوثي ممن تفاوضوا معه أمر لا يثير الإستغراب، حيث قيل في التسعينات أن البرغوثي لديه أرقام نصف أعضاء الكنيست. 

ودعا يوسي بيلين أحد مهندسي اتفاق أوسلو في مقال له نشر أخيرا للإفراج عن البرغوثي، وكان بيلين معارضا لسجن الأسير البرغوثي، وجاء في المقال "البرغوثي ليس دالاي لاما أو المهاتما غاندي، وحقيقة أنه خلف القضبان منذ مدة طويلة لا يعني أنه نيلسون مانديلا أيضا"، وقال لقد "ارتكب خطأ في التقدير عام 2000 عندما أراد منافسة حماس، كان للأخيرة ميزة  عليه وهي الإرهاب والعنف". 

ورغم ذلك يقول بيلين "فهو واحد من أهم القادة الفلسطينيين وسواء كان حرا أم خلف القضبان فهو مرشح لخلافة عباس".
 
وفي تصريحات لـ"الغارديان" قال بيلين "لست معجبا به بما تعنيه الكلمة ولكنه شخص يتسم بالدهاء، وهو فلسطيني فخور  بحركته، وتعاملت معه كشريك، كرجل ملتزم بالحل السياسي". 

وأضاف "هو سياسي  ورجل دولة، ومثل بقية السياسيين الذين انخرطوا في العنف علينا البحث عن طرق للتعامل معه من خلال الإطار السياسي... لانه قادر على قيادة من يتبعونه لاتفاق سياسي".

ومع ذلك فبيلين ليس متفائلا من الإفراج عن البرغوثي في وقت قريب، ولكن إسرائيل قد تضطر للإفراج عنه خاصة "في حالة لم يرشح عباس نفسه للرئاسة ورشح البرغوثي نفسه حيث سيفوز بسهولة، وعندها ستتعامل إسرائيل مع رئيس فلسطيني في السجن".